تمت، منذ تقرير التقييم الثاني، زيادة إيضاح تأثيرات الظواهر الجوية القصيرة الأمد في الصحة البشرية وخاصة فيما يتعلق بفترات الإجهاد الحراري وتضمين التأثيرات الناجمة عن تلوث الهواء، وتأثيرات العواصف والفيضانات وآثار التقلبية المناخية على النطاق الفصلي ونطاق ما بين السنوات في الأمراض المعدية. وقد تزايد فهم محددات مدى سرعة تأثر السكان بالتأثيرات الضارة بالصحة وإمكانيات الاستجابات التكيفية. [الفقرة 4-7]
ومن المعروف أن كثيراً من الأمراض المعدية المحمولة بالنواقل والأغذية والمياه حساسة للتغيرات التي تطرأ على الأحوال المناخية. وانطلاقاً من نتائج معظم دراسات نماذج التنبؤ هناك ثقة، تتراوح بين المتوسطة والعالية6 في أنه ستسجل، في إطار سيناريوهات تغير المناخ، زيادة صافية في المدى الجغرافي لاحتمال انتقال الملاريا وحمى الضنك، وهما مرضان معديان تحملهما النواقل ويصيب كل منهما، في الوقت الحاضر، نسبة تتراوح بين 40% و. 5% من سكان العالم10 ويتجه هذان المرضان وأمراض معدية أخرى كثيرة، داخل المناطق الجغرافية التي تحدث فيها، إلى الاستفحال كما أن عدد مواسم حدوثها تنزع إلى الزيادة على الرغم من أن معدلات حدوث بعض الأمراض المعدية ستسجل انخفاضا على الصعيد الإقليمي. ومع ذلك، وفى كل الحالات، فإن الحدوث الفعلي للأمراض يتأثر تأثراً شديداً بالأحوال البيئية المحلية وبالظروف الاجتماعية الاقتصادية والبنى الأساسية في مجال الصحة العامة. [الفقرة 4-7]
وستصحب تغير المناخ المتوقع زيادة في موجات الحرارة ستزيد من تفاقمها، في أغلب الأحيان، زيادة في الرطوبة وتلوث الهواء في المدن مما سيؤدي إلى ارتفاع في معدلات الوفيات المرتبطة بالحرارة وفى النوبات المرضية. وتشير الدلائل إلى أن أعظم الأثر سيقع على المجموعات السكانية الحضرية ولاسيما المسنين والمرضى وأولئك الذين لا تتاح لهم فرص تكيف الهواء (ثقة عالية6). وهناك أدلة محدودة على أن انخفاض عدد الوفيات في فصل الشتاء، في بعض البلدان المعتدلة، سيفوق زيادة عددهـ، في فصل الصيف (ثقة متوسطة6); غير أن البحوث المنشورة قد اقتصرت، إلى حد كبير، على المجموعات السكانية في البلدان المتقدمة مما يحول دون إجراء مقارنة كمية معممة للتغيرات الطارئة على معدل الوفيات في فصلي الصيف والشتاء . [الفقرتان 3-5 و 4-7]
ويتضح من التجارب الواسعة النطاق أن أي زيادة في الفيضان ستؤدي إلى مخاطر الإغراق وحدوث أمراض الإسهال والأمراض التنفسية وستؤدي، في البلدان النامية، إلى زيادة الجوع وسوء التغذية (ثقة عالية6). وإذا ازداد معدل حدوث الأعاصير إقليميا فسيؤدي ذلك، في أغلب الأحيان، إلى حدوث آثار مدمرة وخاصة لدى المجموعات السكانية المستقرة الكثيفة التي لا تملك موارد كافية. وسيؤدي انخفاض غلات المحاصيل والإنتاج الغذائي بسبب تغير المناخ في بعض المناطق، ولاسيما المدارية منها، إلى تعريض المجموعات السكانية التي لا تنعم بالأمن الغذائي للإصابة بسوء التغذية، مما سيؤدي إلى الإضرار بتطور الأطفال والى خفض نشاط البالغين. وقد تتعطل الهياكل الاجتماعية الاقتصادية في بعض المناطق مما سيضر بأسباب الرزق وبالصحة على السواء. [الفقرات 3-5, 4-1, 4-2, 4-5, و 4-7]
وهناك، بالنسبة إلى كل تأثير ضار متوقع بالصحة تشكيلة من خيارات التكيف الاجتماعي والمؤسسي والتكنولوجي والسلوكي للتقليل من ذلك التأثير. وبإمكان التكيف، مثلا، أن يشمل تعزيز البنى الأساسية المتعلقة بالصحة العامة والإدارة البيئية ذات المنحى الصحي (بما في ذلك جودة الهواء والمياه، والسلامة الغذائية وتصميم المدن والإسكان وإدارة المياه السطحية) وتوفير مرافق الرعاية الطبية الملائمة. وبوجه عام فإن الآثار الضارة بالصحة الناجمة عن تغير المناخ ستكون على أشدها لدى المجموعات السكانية المنخفضة الدخل والسريعة التأثر ومعظمها موجود في البلدان الواقعة في المناطق المدارية/ شبه المدارية. ومن شأن سياسات التكيف، بشكل عام، أن تحد من هذه ا لتأثيرات.[الفقرة 4-7]
تقارير أخرى في هذه المجموعة |