تغير المناخ 2001: التأثيرات والتكيف وسرعة التأثر

تقاريرخرى في هذه المجموعة

4-7 صحة الإنسان

سيكون لتغير المناخ على الصعيد العالمي آثار شتى في صحة الإنسان بعضها إيجابي ولكن معظمها سلبي. ومن شأن تغير تواتر موجات ا لحرارة وموجات البرد، وتواتر الفيضانات ونوبات الجفاف والصورة البيانية لتلوث الهـواء والعوامل الهوائية المثيرة للحساسية أن يؤثر في صحة السكان بشكل مباشر. ولتغير المناخ آثار صحية أخرى على النظم الإيكولوجية والاجتماعية. وتشمل تلك الآثار تغير نمط حدوث الأمراض المعدية وإنتاج الغذاء على الصعيد المحلي ونقص التغذية وشتى العواقب الصحية الناجمة عن نزوح السكان وتعطل الأنشطة الاقتصادية.

وهناك قرائن قليلة منشورة على أن تغيرات قي الحالمة 1لصحية للسكان قد حدثت، في الواقع، نتيجة للاتجاهات المرصودة في المناخ على مر العقود القليلة الماضية. ومن المصاعب التي تبرز من حين لآخر فيما يتعلق بتحديد هذه التأثيرات أن الأسباب الكامنة وراء حدوث معظم الاضطرابات الصحية البشرية وسياقاتها "الأساسية" الاجتماعية والاقتصادية والديمغرافية والبيئية تتغير تغيراً كبيراً بمرور الزمن.

وقد وفرت دراسات للتأثيرات الصحية المرتبطة بتقلبية المناخ على نطاق مابين السنوات (وخاصة التأثيرات المتعلقة بدورة النينيو)، دلائل على حساسية صحة الإنسان للمناخ وخاصة للأمراض التي ينقلها البعوض. ويؤدي المزج بين المعارف الحالية القائمة على البحوث والفهم النظري الحاصل ونتائج النمذجة التنبؤية إلى الخلوص إلى عدة استنتاجات بشأن التأثيرات المستقبلية لتغير المناخ في صحة المجموعات السكانية البشرية.

وإذا زاد تواتر وشدة موجات الحرارة فإن مخاطر حدوث الوفيات والأمراض الخطيرة ستزداد ولا سيما بين الفئات العمرية الطاعنة في السن وبين فقراء الحضر (ثقة عالية).وكثيراً ما تؤدي زيادة الرطوبة وتلوث الهواء في المدن إلى تفاقم الآثار الناجمة عن زيادة موجات الحرارة. ويتوقع أن تحدث أعظم الزيادات في الإجهاد الحراري في المدن الواقعة في المناطق ذات خطوط العرض الوسطى إلى العليا (المعتدلة) وخاصة لدى المجموعات السكانية التي لا تتكيف طرزها المعمارية مع التغيرات الطارئة والتي لا تتاح لها فرص كثيرة فيما يتعلق بتكييف الهـواء. وتشير نمذجة تأثيرات موجات الحرارة لدى المجموعات السكانية الحضرية التي تسمح بالتأقلم مع التغير، إلى أن عدداً من المدن في الولايات المتحدة الأمريكية ستشهد، في المتوسط، موت عدة مئات من الناس الآخرين كل صيف. وعلى الرغم من أن تأثير تغير المناخ في معدل الوفيات المتعلقة بالإجهاد الحراري في مدن البلدان النامية قد يكون ذا شأن فإنه لم تجر سوى بحوث قليلة على هذه المجموعات السكانية. وسيؤدي ارتفاع درجات الحرارة في فصل الشتاء وتناقص عدد فترات البرد إلى تخفيض معدلات الوفيات المرتبطة بالبرد في عدد كبير من البلدان المعتدلة (ثقة عالية). وتشير دلائل محدودة إلى أن انخفاض عدد الوفيات في فصل الشتاء، في بعض البلدان المعتدلة على الأقل، سيفوق زيادة عددها في فصل الصيف (ثقة متوسطة). [الفقرة 9-4]

وستؤثر أية زيادات في تواتر وشدة الظواهر المتطرفة مثل العواصف والفيضانات والأعاصير تأثيراً ضاراً على صحة الإنسان عن طريق شتى السبل.فهذه الأخطار الطبيعية يمكن أن تتسبب في خسائر مباشرة في الأرواح وفي حدوث إصابات ويمكنها أن تؤثر في الصحة بشكل غير مباشر نتيجة لفقدان المأوى ونزوح السكان وتلوث إمدادات المياه وخسارة الإنتاج الغذائي (مما يؤدي إلى الجوع وسوء التغذية)، وتزايد مخاطر تفشي أوبئة الأمراض المعدية (بما فيها أمراض الإسهال والأمراض التنفسية)، وتضرر البنية الأساسية التي تقدم الخدمات الصحية (ثقة عالية للغاية). وإذا ازدادت الأعاصير إقليمياً فستكون لها، في أغلب الأحيان، آثار مدمرة وخاصة على المجموعات السكانية الكثيفة التي لا تملك موارد كافية. وقد كان للكوارث الكبرى المرتبطة بالمناخ، في السنوات القليلة الماضية، آثار ضارة كبرى على صحة الإنسان ومن تلك الكوارث الفيضانات التي اجتاحت الصين وبنغلاديش وأوروبا وفنزويلا وموزامبيق بالإضافة إلى إعصار ميتش الذي عصف بأمريكا الوسطى. [الفقرة 9-5]

وسيؤدي تغير المناخ إلى تردي جودة الهواء في المناطق الحضرية مع حدوث مشاكل فيما يتعلق بتلوث ذلك الهواء (ثقة معتدلة). ومن شأن ارتفاع درجات الحرارة (وتزايد الإشعاع فوق البنفسجي في بعض النماذج) أن يؤدي إلى تزايد تكون أوزون التروبوسفير وهو عنصر ملوث له آثار ضارة واضحة جداً على الصحة التنفسية. أما الآثار الناجمة عن تغير المناخ بالنسبة إلى سائر الملوثات الهوائية فأقل وضوحاً.[الفقرة 9-6]

ومن شأن ارتفاع درجات الحرارة والتغيرات الطارئة على التهطال وعلى تقلبية المناخ أن تؤدي إلى تغير النطاقات الجغرافية وفصلية انتقال الأمراض المعدية المحمولة بالنواقل مما يوسع نطاق حدوث بعض الأمراض المعدية ويطيل فتراتها ومن نطاق فترات الإصابة ببعض الأمراض الأخرى. وتنتقل الأمراض المعدية المحمولة بالنواقل عن طريق كائنات تقتات بالدم مثل البعوض والقراد. ولتظل على قيد الحياة، تعتمد هذه الكائنات، على التفاعلات المعقدة بين المناخ وبين سائر العوامل الإيكولوجية. وفي الوقت الحاضر يعيش 40% من سكان العالم في مناطق موبوءة بالملاريا. وفي المناطق التي توجد فيها بنى تحتية محدودة أو متدنية في مجال الصحة العامة ينزع ارتفاع درجات الحرارة إلى توسيع النطاق الجغرافي لانتقال الملاريا إلى المناطق العالية الارتفاع (ثقة متوسطة إلى عالية) والمناطق ذات خطوط العرض القطبية (ثقة متوسطة إلى منخفضة). وسيؤدي ارتفاع درجات الحرارة، بالإضافة إلى الأنماط المواتية لتساقط الأمطار والمياه السطحية، إلى إطالة فصل الانتقال في بعض المواقع (ثقة عالية). ومن شأن التغيرات الطارئة على المناخ، بما فيها التغيرات التي تطرأ على تقلبيته، أن تؤثر في عدد كبير من الأمراض المعدية الأخرى المحمولة بالنواقل (مثل حمى الضنك وداء الليشمانيات وشتى أنواع التهابات الدماغ المحمولة بالبعوض، وداء لايم والتهابات الدماغ المحمولة بالقراد) وذلك في المناطق الهامشية لنطاقات توزعها الحالية (ثقة متوسطة/ عالية). أما بالنسبة لبعض الأمراض المحمولة بالنواقل في بعض المواقع فإن تغير المناخ سيؤدي إلى تخفيض انتقال الأمراض عن طريق انخفاض كميات الأمطار أو عن طريق ارتفاع درجات الحرارة على نحو يتعذر معه انتقال الأمراض (ثقة متوسطة). وتشير طائفة من النماذج الرياضية، بدرجة اتساق عالية، إلى أن سيناريوهات تغير المناخ ستؤدي، على مدى هذا القرن القادم، إلى حدوث زيادة صافية طفيفة في نسبة سكان العالم الذين يعيشون في مناطق يحتمل فيها انتقال حمى الضنك والملاريا (ثقة متوسطة إلى عالية). وسيؤدي تغير الظروف المناخية إلى زيادة معدل حدوث شتى الأمراض المعدية المنقولة بالمياه وبالأغذية [الفقرة 9-7]

وقد يحدث تغير المناخ تغيرات في البيئة البحرية من شأنها أن تبدل مخاطر التسمم بالتوكسينات البيولوجية الناجم عن الاستهلاك الآدمي للأسماك والأسماك الصدفية. ويمكن للتوكسينات البيولوجية المرتبطة بالمياه الدافئة، مثل السيغاتيرا في مياه المناطق المدارية أن توسع من نطاق وجودها ليشمل المناطق ذات خطوط العرض العليا (ثقة متوسطة). ومن شأن ارتفاع درجات حرارة سطح البحر أيضاً أن يزيد من معدل حدوث تكاثر الطحالب السامة (ثقة متوسطة) ذات العلاقات المعقدة بالتسمم البشري والتي تلحق الضرر بالبيئة وبالاقتصاد. وستؤدي التغيرات الطارئة على نوعية وكمية المياه إلى التأثير في معدل حدوث أمراض الإسهال (ثقة متوسطة).[الفقرة 9-8]

ويمكن أن تؤثر التغيرات التي تطرأ على إمدادات الغذاء بسبب تغير المناخ في تغذية وصحة الفقراء في بعض مناطق من العالم. وتشير الدراسات التي أجريت على تأثيرات تغير المناخ في الإنتاج الغذائي إلى أن بإمكان التأثيرات، على الصعيد العالمي، أن تكون إيجابية أو سلبية غير أن مخاطر انخفاض غلات المحاصيل الغذائية ستكون على أشدها في البلدان النامية التي يوجد فيها، حسب التقديرات، 790 مليون من البشر المصابين بنقص التغذية في الوقت الحاضر. وستكون المجموعات السكانية التي تعيش في مناطق منعزلة ولا تتيسر لها فرص الوصول إلى الأسواق شديدة التأثر، على نحو خاص، بتناقص الإمدادات الغذائية أو بتعطلها. ويعد نقص التغذية من الأسباب الأساسية الكامنة وراء توقف النمو البدني والذهني لدى الأطفال وقلة الإنتاجية لدى البالغين والاستعداد للإصابة بالأمراض المعدية. ومن شأن تغير المناخ أن يزيد من أعداد الناس المصابين بنقص التغذية في العالم النامي (ثقة متوسطة)، وخاصة في المناطق ا لمدارية.[الفقرتان 9-9, 5-3]

وفي بعض الظروف قد تسبب تأثيرات تغير المناخ خللاً اجتماعياً وتدهوراً في الحالة الاقتصادية ونزوح السكان مما يؤثر في صحة الإنسان. والتأثيرات الصحية المرتبطة بنزوح السكان الناجم عن الكوارث الطبيعية أو تدهور بالغ البيئة (ثقة عالية).[الفقرة 9-10]

وهناك، بالنسبة إلى كل أثر صحي ضار متوقع طائفة من خيارات التكيف الاجتماعية والمؤسسية والتكنولوجية والسلوكية التي من شأنها أن تهون من ذلك الأثر . (انظر الجدول 5- الجدول الفني). وبشكل عام فإن الآثار الصحية الضارة الناجمة عن تغير المناخ ستكون على أشدها لدى المجموعات السكانية السريعة التأثر والمنخفضة الدخل ومعظمها يقطن البلدان المدارية/ شبه المدارية. وهناك حاجة أساسية وعامة إلى تعزيز البنى التحتية في مجال الصحة العامة (البرامج والخدمات ونظم المراقبة) والى الإبقاء عليها. كما تتوقف قدرة المجتمعات المحلية المتأثرة على التكيف مع المخاطر التي تتهدد الصحة على الظروف الاجتماعية والبيئية والسياسية والاقتصادية.[الفقرة 9-11]

الجدول-5 الملخص الفني: الخيارات الخاصة بالتكيف من أجل الحد من الآثار الصحية المترتبة على تغير المناخ
الحصيلة الصحية الخيارات التشريعية الخيارات الفنية الخيارات التشريعية الخيارات الثقافية والسلوكية
الإجهاد الحراري
توجيهية خاصة بالبناء والإنشاء
الإسكان، المبان العامة، تخطيط المدن للحد من آثار الجزر الحرارية، تكييف الهواء - نظم الإنذار المبكر - الملابس، القيلولة
الظواهر الجوية المتطرفة -سن قوانين للتخطيط
-مبادئ توجيهية خاصة بالبناء والإنشاء
-الهجرة القسرية
-حوافز اقتصادية لتشجيع البناء
- تخطيط المدن
- مآو للحماية من العواصف
- نظم الإنذار المبكر - استخدام مآوي الحماية من ا لعواصف
نوعية الهواء -ضوابط الانبعاثات
-قيود على حركة السير
- تحسين النقل العمومي، تركيب محولات حفازة في السيارات، إنشاء مداخن عالية - إنذارات بحوث التلوث - التشارك في استخدام السيارات
الأمراض المحمولة بالنوافل   -مكافحة النواقل
-التطعيم، الناموسيات المشربة بالمبيدات الحشرية
-المراقبة المستدامة، برامج الوقاية والمكافحة
- التثقيف الصحي - ممارسات تخزين المياه
الأمراض المحمولة بالنواقل -سن قوانين لحماية مستجمعات المياه
-تنظيم جودة المياه
- التحري الجيني/ الجزيئي للعوامل الممرضة
- تحسين معالجة المياه (االمرشحات، مثلاً)
- تحسين الإصحاح (المراحيض، مثلاً)
- التنبيه إلى ضرورة غلي المياه
غسل الأيدي وما إلى ذلك من الممارسات الصحية
استخدام المراحيض الحفرية


تقارير أخرى في هذه المجموعة