تغير المناخ 2001: التأثيرات والتكيف وسرعة التأثر

تقاريرخرى في هذه المجموعة

4-5 المستوطنات البشرية والطاقة والصناعة

إن المستوطنات البشرية أماكن تتكامل فيها كثير من التأثيرات المناخية التي يشعر بها أول ما يشعر في القطاعات الأخرى وهي تختلف عن بعضها البعض من حيث الموقع الجغرافي والحجم والظروف الاقتصادية والقدرات السياسية والمؤسسية. ونتيجة لذلك من الصعب إطلاق بيانات شاملة فيما يتعلق بالمناخ أو تغير المناخ لا تكون لها استثناءات عديدة. غير أن تصنيف المستوطنات البشرية بالنظر في مسارات حيث يتمكن المناخ من الإضرار سواء بالحجم أو أية اعتبارات فيزيائية أخرى، والقدرات التكيفية (الثروة وتعليم ا لعامة، والقدرات التكنولوجية والمؤسسية) من شأنه أن يساعد على تفسير بعض الفوارق في ا لتأثيرات ا لمتوقعة. [الفقرة 7-2]

وتتأثر المستوطنات البشرية بالمناخ بطرق رئيسية ثلاث:

  1. تتأثر القطاعات الاقتصادية التي تدعم المستوطنة نتيجة للتغيرات التي تطرأ على القدرة الإنتاجية (في مجالي الزراعة والمصايد مثلاً) أو التغيرات التي تطرأ على طلب الأسواق على السلع والخدمات المنتجة هناك (بما في ذلك طلب الناس الذين يعيشون في المناطق المجاورة وطلب القطاع السياحي). وتتوقف أهمية هذا التأثير، في جزء منه، على ما إذا كانت المستوطنة ريفية، مما يعني، على وجه العموم، أنها تعتمد على صناعة واحدة أو صناعتين من الصناعات التي تقوم على الموارد، أو حضرية، وفي هذه الحالة هناك، عادة (وليس دائماً)، مجموعة أكبر من الموارد البديلة. كما أن تلك الأهمية تتوقف على القدرة التكيفية للمستوطنة. [الفقرة 7-1]
  2. قد تتأثر بشكل مباشر بعض جوانب البنية الأساسية المادية (بما في ذلك نظم نقل وتوزيع الطاقة)، والمباني والخدمات الحضرية (بما فيها نظم النقل) وصناعات معينة (مثل الصناعة الزراعية والسياحة والإنشاء). ومن الأمثلة على ذلك أن المباني والبنية الأساسية في المناطق الدلتاوية قد تتأثر بالفيضانات الساحلية والنهرية" وقد يرتفع الطلب على الطاقة في المناطق الحضرية أو قد ينخفض نتيجة للتغيرات الطارئة على التوازنات بين عمليتي تدفئة وتبريد المباني" وقد تتأثر السياحة الساحلية والجبلية بسبب تغير أنماط درجات الحرارة وكميات التهطال الفصلية وارتفاع مستوى سطح البحر. ويمكن أن يعني تركز السكان والبنى الأساسية في المناطق الحضرية تعرض المزيد من الناس والمزيد من رأس المال المادي للخطر وان كان هناك أيضاً الكثير من وفورات الحجم الكبير والتقارب الذي يكفل توافر الإدارة الجيدة للبنى الأساسية الجيدة الإدارة وتوفير الخدمات. وعندما تضاف هذه العوامل إلى تدابير الوقاية الأخرى فإن المخاطر يمكن التقليل منها إلى حد كبير. غير أن بعض المراكز الحضرية الكبرى في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي، وكذلك بعض المستوطنات الصغرى (بما فيها القرى والمراكز الحضرية الصغرى) كثيراً ما تملك حظاً أقل من الثروة والنفوذ السياسي والقدرات المؤسسية مما لا يمكنها من الإقلال من المخاطر على هذا النحو.[الفقرة 7-1]
  3. قد يتأثر السكان تأثراً مباشراً بسبب الأحوال الجوية المتطرفة أو التغيرات التي تطرأ على الحالة الصحية أو بسبب الهجرة. وقد تؤدي نوبات الأحوال الجوية المتطرفة إلى تغيرات في معدلات الوفيات أو الإصابات أو المراضة. فقد تتحسن الحالة الصحية، مثلاً، نتيجة لانخفاض الإجهاد الناجم عن البرد أو قد تتدهور نتيجة لتزايد الإجهاد الحراري وارتفاع معدلات المراضة. وقد تؤثر تحركات السكان الناجمة عن تغير المناخ في أحجام وخصائص المجموعات السكانية التي تقطن المستوطنات مما يؤدي، بدوره، إلى تغير الطلب على الخدمات الحضرية. والمشاكل المطروحة تختلف اختلافاً بسيطاً في المراكز السكانية الكبرى (المراكز التي يتجاوز عدد سكانها المليون نسمة مثلاً) والمراكز الإقليمية المتوسطة إلى الصغيرة الحجم. ومن الأرجح أن تكون المراكز الأولى قبلة للمهاجرين من المناطق الريفية والمستوطنات الصغرى والمناطق الواقعة على جانبي الحدود، إلا أن المستوطنات الكبرى تمتلك، بوجه عام، سيطرة أكبر على الموارد الوطنية. وهكذا فإن المستوطنات الصغرى قد تكون، في الحقيقة، أسرع تأثراً. وتظل المستوطنات العشوائية المحيطة بالمدن الكبرى والمدن المتوسطة الحجم في العالم النامي مدعاة للقلق لأنها تنطوي، في الوقت الحاضر، على عدة أخطار صحية وبيئية يمكن أن تتفاقم نتيجة للاحترار العالمي كما أنها تسيطر سيطرة محدودة على الموارد. [الفقرة 7-1]

ويصنف الجدول 3- الملخص الفني عدة أنواع من التغيرات البيئية الناجمة عن المناخ والتي نوقشت في الكتابات التي ضعت عن المناخ وعن المستوطنات البشرية. ويورد الجدول ثلاثة أنواع من المستوطنات يقوم كل منها على واحدة من الآليات الرئيسية الثلاث التي يؤثر المناخ بواسطتها في ا لمستوطنات. وذوا فق ا لتأثيرات آلية الأثر الناجم. وهكذا قد تتأثر مستوطنة ما تأثراً إيجابياً نتيجة لما لتغير المناخ من آثار في قاعدة مواردها (زيادة الإنتاج الزراعي مثلاً) وتأثرا سلبياً نتيجة للآثار الواقعة على بنيتها الأساسية (زيادة تواتر الفيضانات التي تغرق محطاتها المائية وتحميل شبكتها الكهربائية ما لا تطيق مثلاً). وقد تشعر مختلف أنواع المستوطنات بهذه الآثار بدرجات نسبية مختلفة من الشدة (فالمستوطنات غير الساحلية، مثلاً، لا تشعر بشكل مباشر، بالآثار الناجمة عن ارتفاع مستوى سطح البحر)، والتأثيرات مرتبة حسب أهميتها وتتراوح بين أشدها أهمية، بشكل عام، وبين أقلها أهمية. ومعظم الكتابات حول الآثار الواقعة على المستوطنات تقوم على سيناريوهات تفترض تضاعف مستوى ثاني أكسيد الكربون أو على دراسات تصف تأثير الأحوال الجوية الراهنة (السيناريوهات التناظرية) إلا أنها وضعت في سياق السيناريوهات المؤقتة للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ. [الفقرة 7-11]

Table TS-3: Impacts of climate change on human settlements, by impact type and settlement type (impact mechanism).a,b
 
Type of Settlement, Importance Rating, and Reference
 
 
Resource-Dependent
(Effects on Resources)
Coastal-Riverine-Steeplands
(Effects on Buildings and Infrastructure)
Urban 1+ M
(Effects on Populations)
Urban <1 M
(Effects on Populations)
 
Impact Type
Urban, High Capacity
Urban, Low Capacity
Rural, High Capacity
Rural, Low Capacity
Urban, High Capacity
Urban, Low Capacity
Rural, High Capacity
Rural, Low Capacity
High Capacity
Low Capacity
High Capacity
Low Capacity
Confidencec
Flooding, landslides
L-M
M-H
L-M
M-H
L-M
M-H
M-H
M-H
M
M-H
M
M-H
****
Tropical cyclone
L-M
M-H
L-M
M-H
L-M
M-H
M
M-H
L-M
M
L
L-M
***
Water quality
L-M
M
L-M
M-H
L-M
M-H
L-M
M-H
L-M
M-H
L-M
M-H
***
Sea-level rise
L-M
M-H
L-M
M-H
M
M-H
M
M-H
L
L-M
L
L-M
**** (** for resource-dependent)
Heat/cold waves
L-M
M-H
L-M
M-H
L-M
L-M
L-M
L
L-M
M-H
L-M
M-H
*** (**** for urban)
Water shortage
L
L-M
M
M-H
L
L-M
L-M
M-H
L
M
L-M
M
*** (** for urban)
Fires
L-M
L-M
L-M
M-H
L-M
L-M
L-M
L-M
L-M
L-M
L-M
M
* (*** for urban)
Hail, windstorm
L-M
L-M
L-M
M-H
L-M
L-M
L-M
M
L-M
L-M
L-M
L-M
**
Agriculture/ forestry/fisheries productivity
L-M
L-M
L-M
M-H
L
L
L
L
L
L-M
L-M
M
***
Air pollution
L-M
L-M
L
L
--
--
--
--
L-M
M-H
L-M
M-H
***
Permafrost
melting
L
L
L-M
L-M
L
L
L
L
--
--
L-M
L-M
****
Heat islands
L
L
--
--
L
L
--
--
M
L-M
L-M
L-M
***
a Values in cells in the table were assigned by authors on the basis of direct evidence in the literature or inference from impacts shown in other cells. Typeface indicates source of rating: Boldface indicates direct evidence or study; italic indicates direct inference from similar impacts; regular typeface indicates logical conclusion from settlement type, but cannot be directly corroborated from a study or inferred from similar impacts.
b Impacts ratings: Low (L) = impacts are barely discernible or easily overcome; moderate (M) = impacts are clearly noticeable, although not disruptive, and may require significant expense or difficulty in adapting; high (H) = impacts are clearly disruptive and may not be overcome or adaptation is so costly that it is disruptive (impacts generally based on 2xCO2 scenarios or studies describing impact of current weather events, but have been placed in context of the IPCC transient scenarios for mid- to late 21st century). Note that "Urban 1+ M" and "Urban <1 M" refer to populations above and below 1 million, respectively.
c See Section 1.4 of الملخص الفني for key to confidence-level rankings.

وقد يؤدي تغير المناخ إلى إيجاد ظروف محلية وإقليمية تنطوي على عجز أو فائض في المياه، وهي ظروف تسود فصلياً، وفي بعض الأحيان، في المواقع الجغرافية ذاتها.وتتمثل أكثر التأثيرات الخطيرة انتشاراً في الفيضانات والانهيالات الأرضية والانتهيالات الوحلية والانجرافات الثلجية التي تستحثها زيادات متوقعة في شدة كميات الأمطار وارتفاع مستوى سطح البحر. ويشير عدد متزايد من الكتابات إلى أن مجموعة واسعة جداً من المستوطنات في كل منطقة مناخية، تقريباً، قد تتأثر (ثقة راسخة ولكن غير مكتملة). ويعتقد أن المستوطنات الساحلية وتلك الواقعة على ضفاف الأنهار معرضة للمخاطر بشكل خاص إلا أن الفيضانات في المدن يمكن أن تمثل مشكلة في أي مكان لا يتم فيه تصميم شبكات صرف مياه المطر وإمدادات المياه وشبكات إدارة النفايات بقدر كاف من المقدرة أو التطور (بما في ذلك التصليد التقليدي وتصميم النظم الأكثر تطوراً) من أجل تجنب غرق المدن. أما أشد الأخطار الأخرى تهديداً فتتمثل في الأعاصير المدارية (الأعاصير أو أعاصير التيفون) التي قد تشتد ذروتها في عالم أكثر حرارة. وتجتمع في الأعاصير المدارية الآثار الناجمة عن غزارة الأمطار وعتو الرياح وعرام العواصف في المناطق الساحلية والتي يمكن أن تتوغل في المناطق الداخلية وتعيث فيها، إلا أن المواقع التي تحدث فيها ليست عامة كعموم الفيضانات والانهيالات الأرضية. وهناك عشرات الملايين من الناس الذين يعيشون في مستوطنات معرضة لاحتمالات الفيضانات. وعلى سبيل المثال، تزداد تقديرات المتوسط السنوي لعدد الناس الذين ستدهمهم الفيضانات الناجمة عن عرام العواصف الساحلية بعدة أمثال (بمقدار يتراوح بين 75 مليون و200 مليون نسمة، تبعاً  للاستجابات التكيفية) فيما يخص السيناريوهات المتوسطة المدى التي تفترض ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار 40 سنتيمتراً بحلول الثمانينات من القرن الحادي والعشرين بالمقارنة مع السيناريوهات التي لا تفترض أي ارتفاع في مستوى سطح البحر. وجرى تقدير قيمة الخسائر المحتملة في البنية الأساسية في المناطق الساحلية نتيجة ارتفاع مستوى سطح البحر بعشرات المليارات من الدولارات بالنسبة إلى بلدان مثل مصر وبولندا وفييتنام. وترد في وسط الجدول 3- الملخص الفني آثار مثل موجات الحرارة أو موجات البرد التي يمكن أن تضر بقاعدة الموارد (مثل الزراعة) وبصحة الإنسان وتؤدي إلى اختلال الطلب على الطاقة لأغراض التدفئة والتبريد. ويشمل ذلك أيضاً التأثيرات البيئية مثل تدني نوعية الهواء والمياه. كما يتوقع أن تكون العواصف الريحية وشح المياه والحرائق عناصر هامة نسبياً في مناطق عديدة. وعلى قدر أقل من الأهمية هناك آثار مثل ذوبان التربة الصقيعية والآثار الواقعة على الجزر نتيجة للحرارة، وهي وان كانت هامة محلياً، فإنها قد لا تنطبق على طائفة واسعة من المستوطنات وقد تكون أقل أهمية بمجرد أخذ مسألة التكيف بعين الاعتبار.[الفقرتان 7-2, 7-3]

ويتوقع أن يؤدي الاحترار العالمي إلى حدوث زيادات في الطلب على الطاقة لتبريد المباني والى انخفاض استخداماتها فيما يتعلق بتدفئة المباني. فالزيادات في عدد موجات الحرارة تؤدي إلى زيادة الطلب على الطاقة لأغراض التبريد كما يؤدي انخفاض عدد موجات البرد إلى الإقلال من الطلب على الطاقة لأغراض التدفئة. ويتوقف الأثر الصافي المتوقع في الاستهلاك السنوي للطاقة على السيناريو والموقع المحددين. ويشكل تكيف المستوطنات البشرية ونظم الطاقة والصناعة مع تغير المناخ تحديات فيما يتعلق بتصميم وتشغيل المستوطنات (في بعض الحالات) أثناء حدوث الأحوال الجوية الأكثر وخامة وفرصاً للإفادة (في حالات أخرى) من الأحوال الجوية الأكثر اعتدالاً. فمن المعروف، على سبيل المثال، أن نظم نقل الشبكات الكهربائية تتأثر سلباً بالظواهر المناخية القاسية مثل الأعاصير المدارية وأعاصير الطورناد والعواصف الثلجية. ويعني وجود قدرة محلية على الحد من الأخطار البيئية أو من آثارها الصحية في أي مستوطنة ضمناً وبشكل عام وجود قدرة محلية على التكيف مع تغير المناخ إلا إذا كان التكيف يعني توظيف بنيات أساسية مكلفة بشكل خاص. ويتطلب التكيف مع مناخ أشد حرارة انسجام المستوطنات البشرية مع بيئة متغيرة وليس مجرد ارتفاع درجات الحرارة. ويجمع خبراء المناطق الحضرية على أن التكيف البيئي الناجح لا يمكن أن يحدث بدون قيادة تستند إلى قاعدة محلية وتملك مهارات تقنية ومؤسسية ودعماً سياسياً ويجب أن تملك تلك القيادة إمكانية الاستفادة الجيدة من الموارد على المستوى الوطني. [الفقرات 2-7, 7-3, 7-4, 7-5]

وتنطوي خيارات التكيف الممكنة على تخطيط المستوطنات وبنياتها الأساسية ومواقع مرافقها الصناعية واتخاذ قرارات مماثلة طويلة النفس من أجل الحد من الآثار الضارة الناجمة عن الظواهر ذات الاحتمالية المنخفضة (ولكنها متزايدة) والعواقب الفادحة (وقد تكون متعاظمة). ويمكن أن تسهم الكثير من التقنيات التقليدية والمتطورة المحددة في تحسين التخطيط والإدارة البيئيين بما في ذلك استحداث أدوات تقوم على الأسواق لمكافحة التلوث وإدارة الطلب والحد من الهدر وتقسيم الأراضي إلى مناطق ذات استخدامات مختلطة وتخطيط النقل (مع توفير ما يلائم المشاة ومستخدمي الدراجات) وتقييمات التأثيرات البيئية، وإجراء دراسات التكيف ووضع الخطط البيئية الاستراتيجية واتخاذ إجراءات لمراجعات الحسابات الخاصة بالبيئة ووضع تقارير عن حالة البيئة. وقد عمدت مدن عديدة إلى إتباع مزيج من هذه الاستراتيجيات في وضع "جدا ول أعمال محلية للقرن الحادي والعشرين " وكثير من جداول الأعمال تلك يتناول قائمة من المشاكل الحضرية التي يمكن أن تتفاعل عن كثب مع تغير المناخ في المستقبل. [الفقرتان 7-2, 7-5]



تقارير أخرى في هذه المجموعة