تغير المناخ 2001: التأثيرات والتكيف وسرعة التأثر

تقاريرخرى في هذه المجموعة

4-2 الزراعة والأمن الغذائي


الشكل 4- الملخص الفني: نطاقات التغيرات الطارئة على غلات المحاصيل بالنسب المئوية (معبراً عنها بالمدى الرأسي للقضبان العمودية فقط) وتشمل سيناريوهات مختارة من سيناريوهات تغير المناخ، مع التكيف الزراعي أو بدونه، وهي مستمدة من دراسات مزدوجة ترد في الجدول 5-4.ويتمايز كل زوج من النطاقات عن غيره حسب الموقع الجغرافي والمحصول. وتمثل أزواج القضبان الرأسية نطاق التغيرات الطارئة بالنسبة المئوية مع التكيف أو بدونه. وتمثل نهايات كل نطاق القيم الجماعية المرتفعة والمنخفضة للتغيرات بالنسب المئوية المستمدة من كل سيناريوهات المناخ المستخدمة في الدراسة. أما المدى الأفقي للقضبان فغير ذي معنى. وعلى المحاور العمودية يرد لقب الكاتب الرئيسي كما يظهر في الجدول 5-4; وترد معلومات كاملة عن المصدر المعني في القائمة المرجعية في الفصل 5.

تختلف استجابة غلات المحاصيل لتغير المناخ اختلافاً واسعاً وذلك تبعاً للأنواع والصنف المستنبت وأحوال التربة ومعالجة الآثار المباشرة لثاني أكسيد الكربون والعوامل الموقعية الأخرى. ومن الراسخ بدرجة ثقة متوسطة أن ارتفاع درجات الحرارة ا لمتوقع (بضع) درجات (2- 3 سلسيوس) سيؤدي إلى زيادات عامة في غلات المحاصيل في المناطق المعتدلة مع حدوث بعض الاختلاف على الصعيد الإقليمي. (الجدول 5-4).وعندما ترتفع درجات الحرارة المتوقعة أكثر من ذلك فإن معظم استجابات غلات المحاصيل في المناطق المعتدلة تصبح سلبية على وجه العموم. ويؤدي التكيف الزراعي المستقل إلى التقليل من فاقد غلات المحاصيل في المناطق المعتدلة والى تحسين الربح في معظم الحالات. (الشكل 4- الملخص الفني). وفي المناطق المدارية حيث تكون بعض المحاصيل قريبة من أقصى طاقة تحملها وحيث تهيمن زراعة الأراضي الجافة فإن الغلات تنخفض، بشكل عام، حتى عندما تكون التغيرات في درجات الحرارة طفيفة" وحيثما تنخفض كميات المطر انخفاضاً كبيراً فإن غلات المحاصيل تتأثر تأثراً سلبياً (ثقة متوسطة). ومع التكيف الزراعي المستقل يتبين، بدرجة ثقة معتدلة، أن غلات المحاصيل في المناطق المدارية تميل إلى أن تكون أقل تأثراً نتيجة تغير المناخ منها بدون تكيف، ولكنها تميل مع ذلك إلى أن تظل دون المستويات الأساسية. وستؤثر الظواهر المناخية المتطرفة أيضاً في غلات المحاصيل. وسيعود ارتفاع درجات الحرارة الصغرى بالفائدة على بعض المحاصيل وخاصة في المناطق المعتدلة وبالضرر على محاصيل أخرى وخاصة في المناطق ذات خطوط العرض المنخفضة (ثقة عالية). وسيعود ارتفاع درجات الحرارة العظمى، بوجه عام، بالضرر على محاصيل كثيرة (ثقة عالية). [الفقرة 5-3-3]

وتشير تطورات هامة طرأت على البحوث المضطلع بها منذ تقرير التقييم الثاني بشأن ما لثاني أكسيد الكربون من آثار مباشرة على المحاصيل إلى أن الآثار النافعة قد تكون أعظم في ظ ل بعض الظروف المجهدة بما في ذلك ارتفاع درجات الحرارة والجفاف. وعلى الرغم من أن هذه الآثار راسخة جيداً بالنسبة لبضعة محاصيل في ظل الظروف التجريبية، فإن معرفتها غير مكتملة فيما يتعلق بالظروف دون المثلى التي تسود المزارع العادية. كما حققت البحوث التي أجريت على مسألة التكيف الزراعي مع تغير المناخ إنجازات هامة. وقد تمت على نطاق واسع وفي إطار نماذج خاصة بالمحاصيل، محاكاة تكيفات زراعية على مستوى المزرعة (مستقلة) زهيدة التكلفة من قبيل تغيير مواعيد الزرع وانتقاء الأصناف المستنبتة. وتم فحص تكيفات موجهة أكثر تكلفة، مثل تغيير مخصصات استخدام الأراضي وتطوير واستخدام البنى الأساسية في مجال الري، في عدد صغير ولكنه متعاظم، من سلسلة مترابطة من النماذج الاقتصادية والنماذج الخاصة بالمحاصيل ونماذج التقييم المتكامل ونماذج القياس الاقتصادي.

ويعد تدهور التربة وموارد المياه أحد التحديات المستقبلية الرئيسية التي تواجه الزراعة في العالم. ومن الراسخ، مع درجة عالية من الثقة، أن تلك العمليات قد تزداد شدتها بفعل التغيرات الضارة في درجات الحرارة والتهطال. وقد تبين أن استخدام الأراضي وإدارتها كان لهما أثر على أحوال التربة أعظم منه على الآثار المباشرة المترتبة على تغير المناخ " وهكذا فإن التكيف يملك إمكانات للتخفيف بشكل ذي شأن من وطأة هذه التأثيرات. ومن الاحتياجات الحاسمة في مجال البحوث تقدير ما إذا كان تدهور الموارد سيؤدي إلى زيادة كبيرة في المخاطر التي تواجهها المجموعات السكانية الزراعية والريفية السريعة التأثر. [الفقرات 5-3-2, 5-3-4, 5-3-6].

وفي حالة عدم حدوث تغير في المناخ فإن معظم الدراسات العالمية والإقليمية تتوقع تراجع الأسعار الحقيقية للسلع الزراعية. ومستوى الثقة في هذه الإسقاطات يتدنى كلما أوغلنا في المستقبل. وتشير التقديرات إلى أن التأثيرات المترتبة على تغير المناخ فيما يتعلق بالزراعة تؤدي إلى حدوث تغيرات ضئيلة بالنسب المئوية في الدخل العالمي مع حدوث تغيرات إيجابية في أكثر الأقاليم تقدماً وتغيرات أقل شأناً أو سلبية في الأقاليم النامية (ثقة ضئيلة إلى متوسطة). وستتباين فعالية التكيف (الزراعية والاقتصادية) فيما يتعلق بتحسين التأثيرات الناجمة عن تغير المناخ باختلاف الأقاليم وستعتمد، إلى حد بعيد، على الموارد التي تحبو الطبيعة بها الأقاليم بما في ذلك قيام مؤسسات مستقرة وفعالة. [الفقرتان 5-3-1, 5-3-5]

وتشير معظم الدراسات إلى أن من شأن زيادة قدرها 2.5 سلسيوس أو أكثر في المتوسط السنوي لدرجات الحرارة أن تدفع أسعار الأغذية إلى الارتفاع (ثقة منخفضة) نتيجة لتباطؤ زيادة القدرة العالمية على إنتاج الغذاء بالمقارنة مع تزايد الطلب العالمي عليه. وعندما يقل الاحترار عن 2.5 سلسيوس فإن نماذج تقييم الأثر العالمي لا يمكن لها أن تميز علامات تغير المناخ عن مصادر التغير الأخرى. وقد عمدت بعض الدراسات المجملة التي أجريت في الآونة الأخيرة إلى تقدير التأثيرات الاقتصادية الواقعة على المجموعات السكانية السريعة التأثر مثل المنتجين ذوي الحيازات الصغيرة والمستهلكين الفقراء في المناطق الحضرية. وتبين هذه الدراسات أن تغير المناخ سيؤدي إلى انخفاض دخل المجموعات السكانية السريعة التأثر والى ارتفاع العدد المطلق للناس المعرضين لخطر الجوع (ثقة منخفضة). [الفقرتان 5-3-5, 5-3-6]

وبدون تكيف مستقل من المرجح أن تؤدي الزيادات في عدد الظواهر المناخية المتطرفة إلى ارتفاع عدد الماشية التي تنفق نتيجة الإجهاد الحراري رغم أن الاحترار الشتوي قد يقلل من الوفيات في فترة الولادة الحديثة في المناطق ذات خطوط العرض المعتدلة (راسخ ولكن غير مكتمل). وتعتبر الاستراتيجيات الرامية إلى جعل الماشية تتكيف مع الإجهادات الفيزيولوجية الناجمة عن الاحترار استراتيجيات فعالة، ومع ذلك فإن بحوث التكيف يعرقلها انعدام التجريب وإجراء عمليات المحاكاة. [الفقرة 5-3-3]

وتعتبر الثقة في التقديرات العددية المحددة لتأثيرات تغير المناخ في الإنتاج والدخل والأسعار والمتحصل عليها من نماذج التقييمات المتكاملة الكبرى والمجملة ثقة منخفضة لوجود عدة أوجه متبقية من عدم اليقين. والنماذج حساسة للغاية لبعض البارامترات التي أخضعت لتحليل الحساسية إلا أنه لم يبلغ عن الحساسية لعدد ضخم من البارامترات الأخرى. وتشمل أوجه عدم اليقين الأخرى حجم ودوام الآثار الناجمة عن ثاني أكسيد الكربون المرتفع في الغلاف الجوي والواقعة على غلات المحاصيل في ظل ظروف زراعية واقعية" والتغيرات المحتملة في المحاصيل والخسائر في الحيوانات بسبب الآفات" والتقلبية المكانية في استجابات المحاصيل لتغير المناخ، وآثار التغيرات الطارئة على تقلبية المناخ والظواهر المناخية المتطرفة في المحاصيل والماشية. [الإطار 5-3]



تقارير أخرى في هذه المجموعة