تغير المناخ 2001: التقرير التجميعي

تقاريرخرى في هذه المجموعة
   

الإطار 5-1: النطاق الزمني والقصور الذاتي

مصطلحا "النطاق الزمني" و "القصور الذاتي" لا يتضمنان معنى مقبول بصفة عامة في جميع النظم التي يشتمل عليها تقرير التقييم الثالث.  وتستخدم التعريفات التالية لأغراض الإجابة على هذا السؤال:

  • النطاق الزمني" هو الوقت الذي  يستغرقه الاضطراب في عملية ما لإظهار نصف تأثيره النهائي على الأقل. ويبين الشكل 5-1 النطاقات الزمنية لبعض عمليات   النظام الأرضي الرئيسية.
  • القصور الذاتي" هو التأخير أو البطء أو المقاومة في استجابة النظم المناخية والأحيائية والبشرية للعوامل التي تغير من معدل تغيرها، بما في ذلك استمرار التغير في النظام بعد إزالة مسببات هذا التغير.

وهذان المصطلحان اثنان فقط من مفاهيم عديدة مستخدمة في الكتابات التي تصف استجابات النظم المعقدة وغير الخطية والتكيفية للتأثير الخارجي.

o
 
 
الشكل 5-1: النطاقات الزمنية المميزة لبعض  العمليات الرئيسية في نظام الأرض: تركيب الغلاف الجوي (اللون الأزرق) والنظام المناخي (اللون الأحمر) والنظام الايكولوجي (اللون الأخضر) والنظام الاجتماعي الاقتصادي (اللون الأرجواني). ويعرف مصطلح "النطاق الزمني" هنا بأنه الوقت المطلوب للتعبير على الأقل عن نصف عواقب تغير ما في أحد محركات العملية.  وتنشأ مشاكل التكيف عندما تكون عملية الاستجابة (مثل طول عمر بعض النباتات) أبطأ كثيرا من العملية المحركة (التغير في درجة الحرارة).  وتنشأ مشاكل الإنصاف فيما بين الأجيال في جميع العمليات  التي يزيد فيها النطاق  الزمني عن الجيل البشري، نظرا لأن جزءا كبيرا من عواقب الأنشطة التي يقوم بها جيل معين ستتحملها أجيال المستقبل.

5-1
تتناول هذه الإجابة القصور الذاتي والنطاقات الزمنية المتفاوتة المقترنة بالعمليات الهامة في المناخ والنظم الايكولوجية والاجتماعية الاقتصادية المتفاعلة وتسوق أمثلة لذلك.  وتناقش بعد ذلك التغيرات التي لا يمكن التخلص منها، أي الحالات التي تخفق فيها أجزاء من النظم المناخية أو الايكولوجية أو الاجتماعية الاقتصادية في العودة إلى حالتها السابقة في نطاقات زمنية تمتد عبر أجيال بشرية متعددة بعد تخفيض أو إزالة القوى المحركة المفضية إلى التغير.  وأخيرا، تستكشف هذه الإجابة الكيفية التي يؤثر بها القصور الذاتي على القرارات بشأن تخفيف تغير المناخ أو التكيف معه.

 
5-2
القصور الذاتي هو سمة متأصلة وواسعة الانتشار تتميز بها النظم المناخية والايكولوجية والاجتماعية-الاقتصادية المتفاعلة.  وهكذا، قد تظهر بعض تأثيرات تغير المناخ البشرية المنشأ ببطء  وقد يتعذر التخلص من بعضها إذا لم يكن تغير المناخ محدودا في معدله وحجمه على السواء قبل تجاوز ما يصاحبها من عتبات قد لا يعرف الكثير عن مواقعها.

 
5-3
والتأثير المشترك لأنواع القصور الذاتي المتفاعلة في مختلف العمليات المُركِّبة سيحقق فقط تثبيت المناخ والنظم المتأثرة بالمناخ بعد مدة طويلة من تخفيض  انبعاثات غازات الدفيئة البشرية المنشأ. واضطراب الغلاف الجوي والمحيطات الناجم عن ثاني أكسيد الكربون الذي بثته بالفعل الأنشطة البشرية منذ عام 1750سيستمر لقرون نظرا للبطء في إعادة توزيع الكربون بين خزانات المحيطات الكبيرة والخزانات الأرضية مع بطء الدوران (أنظر الأشكال 5-2 و 5-4). ومن المقدر أن تبقى التركيزات المستقبلية  لثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي لقرون قريبة من أعلى المستويات التي تم بلوغها نظرا لأن العمليات الطبيعية يمكنها فقط إعادة التركيزات إلى مستويات ما قبل العصر الصناعي على مدى النطاقات الزمنية الجيولوجية.  وفي المقابل، يفضي تثبيت انبعاثات غازات الدفيئة الأقصر عمرا، مثل الميثان، إلى تثبيت التركيزات في الغلاف الجوي خلال عقود. ويعني القصور الذاتي أيضا أن تفادي انبعاثات غازات الدفيئة المعمرة ينطوي على  فوائد تستمر لأمد طويل.

5-4
والمحيطات والغلاف الجليدي (القلنسوات الجليدية والأغطية الجليدية والثلاجات والتربة الصقيعية) هي المصادر الرئيسية للقصور الذاتي الفيزيائي  في النظام المناخي على مدى نطاقات زمنية تمتد لآلاف الأعوام. ونظرا للكتلة الهائلة والعمق والقدرة الحرارية للمحيطات والغلاف الجليدي وبطء عملية نقل الحرارة، تتنبأ النماذج المرتبطة للمحيطات والمناخ بأن متوسط درجة حرارة الغلاف الجوي بالقرب من سطح الأرض ستستغرق مئات السنوات للوصول في النهاية إلى درجة الحرارة "المحدثة للتوازن" بعد حدوث تغير في التأثير الإشعاعي.  وتخترق حرارة الغلاف الجوي  "الطبقة الممتزجة" العليا في المحيط خلال عقود، ولكن انتقال الحرارة إلى أعماق المحيط يتطلب قرونا. وهناك نتيجة تقترن بذلك، وهي أن الارتفاع المستحث بفعل الإنسان في مستوى سطح البحر سيستمر لا محالة لقرون كثيرة بعد تثبيت تركيزات غازات الدفيئة في الغلاف الجوي.


تقارير أخرى في هذه المجموعة