تغير المناخ 2001: التقرير التجميعي

تقاريرخرى في هذه المجموعة

1-6

وفيما يتعلق باستراتيجيات التصدي لتغير المناخ، يوفر تقرير التقييم الثالث تقييما لإمكانية تحقيق مختلف مستويات التركيزات من خلال التخفيف والمعلومات عن الطريقة التي يمكن بها للتكيف أن يقلل من سرعة التأثر وتنجح السببية في كلا الاتجاهين.  وتنشأ مختلف مستويات التثبيت عن مختلف سيناريوهات الانبعاثات التي تتصل بمسارات التنمية الأساسية.  وفي المقابل، تؤثر هذه المسارات بقوة على القدرة علـى التكيف  في أي منطقة .  وبهذه الطريقة، ترتبط استراتيجيات التكيف والتخفيف ارتباطا ديناميا بالتغيرات في النظام المناخي وتوقعات تكيف النظام الايكولوجي وإنتاج الأغذية والتنمية الاقتصادية المستدامة.

1-7

وينبغي لأي نظرة متكاملة لتغير المناخ أن تنظر إلى ديناميات الدورة الكاملة للأسباب والنتائج المترابطة  في كافة القطاعات المعنية.  ويبين الشكل 1-1 الدورة بدءا من القوى المحركة الأساسية للسكان والاقتصاد والتكنولوجيا والحكم مرورا بانبعاثات غازات الدفيئة وغيرها من الانبعاثات والتغيرات في النظام المناخي الفيزيائي والتأثيرات البيولوجية الفيزيائية والبشرية ووصولا إلى التكيف والتخفيف وعودا إلى القوى المحركة.  ويمثل الشكل نظرة تخطيطية لإطار "تقييم متكامل" مثالي تتفاعل فيه جميع أجزاء مشكلة تغير المناخ.   وتؤثر التغيرات التي تحدث في أحد أجزاء الدورة على المكونات الأخرى على نحو دينامي من خلال مسارات متعددة.  ويقيّم تقرير التقييم الثالث المعلومات والأدلة الجديدة المتصلة بالسياسة فيما يتعلق بجميع الأرباع في . الشكل 1 -1. وبصفة خاصة، كان من بين الإسهامات الجديدة ملء الربع في الجزء السفلي الأيمن وذلك باستكشاف مسارات بديلة للتنمية وعلاقتها  بانبعاثات غازات الدفيئة وبإجراء  دراسة أولية  عن الارتباط بين التكيف والتخفيف ومسارات التنمية.  ومع ذلك، لا يحقق تقرير التقييم الثالث تقييما متكاملا تماما لتغير المناخ نظرا لعدم اكتمال حالة المعرفة.

1-8

وصنع القرارات فيما يتعلق بتغير المناخ هو في الأساس عملية متتابعة  تتم في ظل عدم يقين عام. ويتعين أن يتعامل صنع القرار مع أوجه عدم اليقين، بما في ذلك خطر التغيرات غير الخطية و/أو التغيرات التي لا يمكن التخلص منها، وهو يستلزم موازنة مخاطر الإجراءات غير الكافية أو المفرطة، وينطوي على  النظر بدقة في  النتائج (البيئية والاقتصادية على السواء) واحتمالاتها وموقف المجتمع منها.  ومن المرجح أن يتفاوت موقف المجتمع إزاء المخاطر  من بلد إلى  بلد ومن جيل إلى جيل.  والسؤال ذو الصلة هو "ما هو أفضل مسار  على الأجل القريب  بالنظر إلى تغير المناخ المتوقع على الأجل الطويل وما يصاحبه من أوجه عدم يقين."

1-9

وتأثيرات تغير المناخ جزء من السؤال الأكبر المتعلق بكيفية قيام النظم الفرعية الاجتماعية والاقتصادية والبيئية المعقدة بالتفاعل وتشكيل التوقعات بشأن التنمية المستدامة. وهناك روابط متعددة.  فالتنمية الاقتصادية تؤثر على توازن النظام الايكولوجي وتتأثر بدورها بحالة النظام الايكولوجي.  ويمكن أن يكون الفقر نتيجة وسببا على السواء للتدهور البيئي؛ ومن غير المرجح لأساليب الحياة المادية والتي تتسم بالاستخدام الكثيف للطاقة واستمرار ارتفاع مستويات الاستهلاك التي تدعمها مصادر الطاقة غير المتجددة والنمو السكاني السريع ألا تتعارض مع مسارات التنمية المستدامة.  وقد يقوض الإفراط في عدم  الإنصاف الاجتماعي الاقتصادي  في المجتمعات وبين الدول  الترابط الاجتماعي  الذي يمكن أن يعزز الاستدامة ويزيد من فعالية استجابات السياسة. وقرارات السياسة الاجتماعية الاقتصادية والتكنولوجية التي يتم اتخاذها لأسباب لا تتصل بالمناخ  تنطوي في الوقت نفسه على آثار كبيرة بالنسبة لسياسة المناخ وتأثيرات تغير المناخ، فضلا عن القضايا البيئية الأخرى (أنظر السؤال 8).   وبالإضافة إلى ذلك، ترتبط عتبات التأثيرات الحاسمة  وسرعة التأثر بتأثيرات تغير المناخ ارتباطا مباشرا  بالظروف البيئية والاجتماعية والاقتصادية والقدرة المؤسسية.

مساهمة الفريق العامل الثاني في تقرير التقييم الثالث
1-10

ونتيجة لذلك، يمكن تعزيز فعالية سياسات المناخ بدمجها مع الاستراتيجيات الأوسع  الرامية إلى زيادة استدامة مسارات التنمية الوطنية والإقليمية. ويحدث ذلك بسبب تأثيرات التقلب والتغيرات الطبيعية في المناخ والاستجابات إلى سياسة المناخ وسوف يؤثر ما يقترن بذلك من تنمية اجتماعية اقتصادية على قدرة البلدان على تحقيق أهداف التنمية المستدامة بينما سيؤثر السعي نحو تحقيق هذه الأهداف بدوره على فرص السياسات المناخية ونجاحها.  وبصفة خاصة، سوف تؤثر الخصائص الاجتماعية-الاقتصادية والتكنولوجية التي  تتسم بها مختلف  مسارات التنمية تأثيرا شديدا على الانبعاثات ومعدل وحجم تغير المناخ وتأثيرات تغير المناخ والقدرة على التكيف والقدرة على تخفيف المناخ.  وقد بين التقرير الخاص عن سيناريوهات الانبعاثات  (التقرير الخاص، أنظر الإطار 3-1) العديد من العوالم المستقبلية التي تتسم بخصائص مختلفة ولكل منها آثار  شديدة الاختلاف على المناخ في المستقبل وعلى السياسة المناخية.

الفقرة 3-2 من الفصل 10 من مساهمة الفريق العامل الثالث في تقرير التقييم الثالث
1-11
ويقيم تقرير التقييم الثالث المعلومات المتاحة بشأن توقيت مختلف خيارات التخفيف والتكيف وفرصها وتكاليفها وفوائدها وتأثيراتها. ويشير التقرير إلى  وجود فرص متاحة أمام البلدان التي تعمل بمفردها أوبالتعاون مع الآخرين لتقليل تكلفة التخفيف والتكيف وللحصول على الفوائد المقترنة بتحقيق التنمية المستدامة.

الفصل 18 من مساهمة الفريق العامل الثاني في تقرير التقييم الثالث, و الفصول 8 , و 9, و 10 من مساهمة الفريق العامل الثالث في تقرير التقييم الثالث, والتقرير الخاص عن سيناريوهات الانبعاثات
الشكل 1-1: تغير المناخ-إطار متكامل تمثيل تخطيطي ومبسط لإطار تقييمي متكامل بغرض دراسة تغير المناخ البشري المنشأ.  وتبين الأسهم الصفراء دورة كاملة قي اتجاه عقارب الساعة، وهي دورة للأسباب والتأثيرات بين  الأرباع الأربعة الموضحة في الشكل، بينما يشير السهم الأزرق إلى الاستجابة المجتمعية لتأثيرات تغير المناخ.   وبالنسبة للبلدان المتقدمة والبلدان النامية على السواء، لكل واحد من مسارات التنمية الاجتماعية الاقتصادية المستكشفة في التقرير الخاص عن سيناريوهات الانبعاثات قوى محركة تؤدي إلى انبعاثات غازات الدفيئة والأهباء الجوية والسلائف- من أهمها ثاني أكسيد الكربون.  وتتراكم انبعاثات غازات الدفيئة في الغلاف الجوي مما يؤدي إلى تغيير التركيزات وتوزيع التوازنات الطبيعية تبعا للعمليات الفيزيائية، مثل الإشعاع الشمسي وتكون السحب وسقوط الأمطار.  وتؤدى الأهباء الجوية أيضا إلى  تلوث الهواء (مثل المطر الحمضي) الذي يضر بالنظم البشرية والطبيعية (لا تظهر في الشكل).  وستؤدي ظاهرة الدفيئة المعززة إلى حدوث تغيرات مناخية في المستقبل وما يقترن  بذلك من تأثيرات  على النظم  الطبيعية والبشرية.  وهناك أيضا إمكانية لحدوث بعض التغذية المرتدة بين التغيرات في هذه النظم وبين المناخ (غير مبينة في الشكل)، مثل تأثيرات الألبيدو  الناجمة عن التغيرات في استخدام الأراضي  والتفاعلات الأخرى، ربما الأكبر، بين النظم والانبعاثات في الغلاف الجوي (مثل  تأثيرات التغيرات في استخدام الأراضي (غير مبينة هي الأخرى في الشكل)).  وسوف تؤثر هذه التغيرات في نهاية المطاف  على مسارات التنمية الاجتماعية الاقتصادية.   وتؤثر مسارات التنمية أيضا تأثيرا مباشرا على النظم الطبيعية (التي يوضحها السهم المتجه في عكس اتجاه عقارب الساعة في إطار التنمية)  مثل التغيرات في استخدام الأراضي التي تفضي إلى إزالة الغابات.    ويبين هذا الشكل أن مختلف أبعاد قضية تغير المناخ توجد في دورة دينامية وتتسم ب بوجود  تأخيرات كبيرة.   وعلى سبيل المثال،  ترتبط الانبعاثات والتأثيرات على السواء بمسارات التنمية الاجتماعية الاقتصادية والتكنولوجية ارتباطا معقدا.  وكان أحد الإسهامات الرئيسية  لتقرير التقييم الثالث النظر بوضوح في النطاق الأيمن السفلي (المبين على شكل مستطيل)  عن طريق  دراسة العلاقات بين انبعاثات غازات الدفيئة  ومسارات التنمية  (في التقرير الخاص), وعن طريق تقييم العمل الأولي بشأن الارتباط بين التكيف والتخفيف ومسارات التنمية. (الفريق العامل الثاني و الفريق العامل الثالث).  ومع ذلك، لا يحقق تقرير التقييم الثالث تقييما متكاملا تماما لتغير المناخ لعدم استطاعة الربط دينامياً بين جميع مكونات الدورة.  ويظهر التكيف والتخفيف باعتبار أنهما يعدلان من التأثيرات المبينة في الشكل.
 


تقارير أخرى في هذه المجموعة