1. يقيم هذا التقرير الجوانب العلمية والفنية
والاقتصادية والاجتماعية المتعلقة بتخفيف آثار تغير المناخ. ومنذ صدور تقرير
التقييم الثاني للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ استمر البحث في
مجال تخفيف آثار تغير المناخ 1،
مع مراعاة تغيرات سياسية مثل الموافقة على بروتوكول كيوتو الملحق باتفاقية الأهم
المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (UNFCCC) في عام 1997، ويتناول هذا التقرير
ذلك البحث. ويستند التقرير أيضاً إلى عدد من التقارير الخاصة للهيئة الحكومية
الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، ولاسيما التقرير الخاص بشأن الطيران والغلاف
الجوي العالمي (SRAGA) والتقرير الخاص بشأن القضايا المنهجية والتكنولوجية في
مجال نقل التكنولوجيا (ٍ SRTT) والتقرير الخاص بشأن سيناريوهات الانبعاث والتقرير
الخاص بشأن استخدام الأراضي وتغيير استخدام الأراضي والحراجة (SRLULUCF).
2. تغير المناخ2 مشكلة ذات خصائص فريدة. فهي مشكلة عالمية وطويلة الأجل (تمتد عدة عقود من الزمان) وتنطوي على تفاعلات معقدة بين العمليات المناخية والبيئية والاقتصادية والسياسية والمؤسسية والاجتماعية والتكنولوجية. وقد تترتب على ذلك تأثيرات هامة على المستوى الدولي وعلى مستوى ما بين الأجيال في سياق أهداف مجتمعية أعم، مثل الإنصاف والتنمية المستدامة. ويتسم حدوث استجابة لتغير المناخ باتخاذ قرارات في إطار من عدم اليقين والمخاطر، بما في ذلك إمكانية حدوث تغيرات غير خطية و/ أو ذات أثر غير رجعى (الأقسام 1-2-5 و 1-3 و. 10-1-2 و. 10-1-4 و 10-4-5).3
الشكل1 (ملخص لواضعي السياسات): مقارنة السيناريوهات المرجعية وسيناريوهات التثبيت. ينقسم الشكل إلى ستة أجزاء، جزء لكل مجموعة من مجموعات السيناريوهات المرجعي الواردة في التقرير الخاص بسيناريوهات الانبعاثات. ويبين كل جزء من أجزاء الشكل نطاق الانبعاثات العالمية الكلية لثاني أكسيد الكربون (بالجيغا طن كربون) من جميع المصادر البشرية المنشأ فيما يخص مجموعة السيناريوهات المرجعية (التقرير الخاص بشأن سيناريوهات الانبعاثات) المظللة باللون الرمادي، والنطاقات الخاصة بسيناريوهات التخفيف المقيمة في تقرير التقييم الثالث والمؤدية إلى تثبيت تركيزات ثاني أكسيد الكربون عند مستويات مختلفة (مظللة بالألوان). وترض سيناريوهات للزمرة A1 المقسمة إلى ثلاث مجموعات (المجموعة A1B الخاصة بالتوازن (الشكل1 ، ملخص لواضعي السياسات)، والمجموعةA1T الخاصة بالاستعمال الكثيف للوقود غير الأحفوري (الشكل1 ، ملخص لواضعي السياسات)، والمجموعة A1Fl الخاصة بالاستعمال الكثيف للوقود الأحفوري (الشكل 1 ملخص لواضعي السياسات)؛ وتثبيت تركيزات ثاني أكسيد الكربون عند مستوى 450 و 550 و650 و 750 جزءاً في المليون من حيث الحجم، ومع التثبيت عند مستوى 550 و. 75 جزءاً في المليون من حيث الحجم فيما يخص المجموعة A2 في الشكل1 (ملخص لواضعي السياسات) والمجموعة B1 والتثبيت عند مستوى 450 و 550 جزءا في المليون من حيث الحجم في الشكل1 (ملخص لواضعي السياسات) والمجموعة B2 بما في ذلك التثبيت عند مستوى 450 و 550 و 650 جزءاً في المليون من حيث الحجم في الشكل1 . ولا تتوافر كتابات لتقييم سيناريوهات التركيز عند مستوى 1000 جزء في المليون من حيث الحجم. ويبين الشكل أنه كلما انخفض مستوى التثبيت وزادت انبعاثات المستوى الأساسي اتسعت الفجوة. ويمكن أن يكون الاختلاف بين الانبعاثات في مجموعات السيناريوهات المختلفة بنفس اتساع الفجوة بين السيناريوهات المرجعية وسيناريوهات التثبيت داخل مجموعة سيناريوهات واحدة. وتعين مجموعة الخطوط المنقطة حدود النطاقات عند تداخلها. (انظر الإطار،- التقرير الخاص بشأن سيناريوهات الانبعاثات). |
3. ويمكن أن نؤدي المسارات الخيارية للتنمية4 إلى انبعاثات شديدة التباين لغازات الدفيئة. ويوحي التقرير الخاص بشأن سيناريوهات الانبعاثات (SRES) كما توحي سيناريوهات التخفيف المقيمة في هذا التقرير بأن نوع التخفيف وحجمه وتوقيته وتكاليفه أمور تعتمد على ظروف وطنية شتى وعلى مسارات التنمية الاجتماعية الاقتصادية والتكنولوجية والمستوى المنشوود لتثبيت تركيزات غازات الدفيئة في الغلاف الجوي (انظر الشكل1- ملخص لواضعي السياسات) للاطلاع على مثال لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون الكلية). وتعتمد مسارات التنمية التي تؤدي إلى خفض الانبعاثات على مجموعة كبيرة من الخيارات الخاصة بالسياسات، وتتطلب تغييرات في السياسات في مجالات غير تغير المناخ. (الأقسام 2-2-2 و 2-3-2 و 2-4-4 و 2-5).
4. وسيتأثر تخفيف آثار تغير المناخ بسياسات واتجاهات اجتماعية اقتصادية أوسع نطاقاً، مثل السياسات والاتجاهات المتعلقة بالتنمية والاستدامة والإنصاف، كما ستكون له تأثيرات في هذه السياسات والاتجاهات. وسياسات تخفيف الآثار المناخية، عندما تكون هذه السياسات متسقة مع هذه الغايات المجتمعية الأعم، يمكن أن تعزز التنمية المستدامة. ويمكن أن تسفر بعض إجراءات التخفيف عن فوائد جمة في مجالات غير تغير المناخ: فعلى سبيل المثال يمكن أن تقلل المشاكل الصحية، وتزيد فرص العمل، وتحد من الآثار البيئية السلبية (مثل تلوث الهواء)، وتحمي الغابات والتربة ومستجمعات المياه وتحسن حالتها، وتحد من نظم المعونات والضرائب التي تزيد انبعاثات غازات الدفيئة، وتستحث التغيرات التكنولوجية ونشرها" مما يسهم في تحقيق أهداف أشمل للتنمية المستدامة. وبالمثل فإن مسارات التنمية التي تفضي إلى تحقيق أهداف التنمية قد تسفر عن خفض مستويات انبعاثات غازات الدفيئة (الأقسام 1-3, 1-4, 2-2-3, 2-4-4, 2-5, 7-2-2, 8-2-4).
5. الفروق في توزع الموارد التكنولوجية والطبيعية والمالية فيما بين الدول والأقاليم والأجيال، وكذلك الفروق في تكاليف التخفيف، كثيراً ما تكون اعتبارات رئيسية في تحليل خيارات تخفيف آثار تغير المناخ. ويتناول جزء كبير من النقاش الدائر بشأن التفرقة في مساهمات البلدان في المستقبل في التخفيف ما يتصل بهذا من قضايا الإنصاف، كما يبحث هذه الظروف5 ويثير التحدي الخاص بالتصدي لتغير المناخ قضية هامة خاصة بالإنصاف " أي مدى إحداث آثار تغير المناخ أو سياسات التخفيف للغبن أو مفاقمتها له داخل الدول والأقاليم أو فيما بينها. وسيناريوهات تثبيت غازات الدفيئة التي يتناولها هذا التقرير بالتقييم (باستثناء السيناريوهات التي يتم فيها التثبيت دون اتباع سياسات مناخية جديدة، مثل مجموعة السيناريوهات أ!) تفترض أن البلدان المتقدمة والبلدان التي تمر اقتصاداتها بمرحلة انتقالية ستحد وتقلل من انبعاثات غازات الدفيئة الصادرة عنها أولاً6.
6. وتتطلب سيناريوهات الانبعاثات المنخفضة
أنماطاً مختلفة من تنمية موارد الطاقة. ويقارن الشكل
2 (ملخص لواضعي السياسات) بين انبعاثات الكربون التراكمية للفترة 1990-2010
في مختلف سيناريوهات التقرير الخاص بشأن سيناريوهات الانبعاثات مع الكربون الموجود
في الاحتياطات والموارد العالمية من الوقود الأحفوري7.
ويبين هذا الشكل أن هناك موارد وفيرة للوقود الأحفوري ستؤدي إلى عدم الحد من
الانبعاثات في القرن 21. بيد أنه على خلاف الرواسب الكبيرة نسبياً من الفحم واحتياطات
النفط والغاز غير التقليدية فإن الكربون الموجود في احتياطات النفط والغاز التقليدية
المؤكدة أو في موارد النفط غير التقليدية أقل كثيراً من انبعاثات الكربون التراكمية
المرتبطة بتثبيت ثاني أكسيد الكربون عند مستوى 450 جزءاً في المليون من حيث الحجم
أو أعلى من ذلك (الإشارة إلى مستوى تركيز معين لا تعني ضمنا استصواباً متفقاً
عليه للتثبيت عند هذا المستوى). وقد تدل بيانات الموارد هذه ضمناً على تغيير
في مزيج مصادر الطاقة وإدخال مصادر جديدة للطاقة في القرن 21. وسيحدد اختيار
مزيج مصادر الطاقة وما يرتبط به من استثمار ما إذا كان يمكن تثبيت تركيزات غازات
الدفيئة أم لا، وإذا كان التثبيت ممكنا سيحدد مستوى التثبيت وتكلفته. وفي الوقت
الحالي يوجه معظم هذا الاستثمار نحو استكشاف وتنمية المزيد من موارد الوقود الأحفوري
التقليدية وغير التقليدية. (الأقسام 2-5-1,
2-5-2, 3-8-3,
8-4).
تقارير أخرى في هذه المجموعة |