تغير المناخ 2001: التأثيرات والتكيف وسرعة التأثر

تقاريرخرى في هذه المجموعة

7-2-4 الظواهر الجوية المتطرفة

يرتبط كثير من التأثيرات المناخية بالظواهر الجوية المتطرفة وينطبق الشيء نفسه على تأثيرات التغير المناخي. فالاحتمال الكبير في حدوث أضرار من الظواهر المتطرفة ينشأ من شدتها وفجائيتها وعدم إمكانية التنبؤ بها، مما يجعل من الصعب التكيف معها، ويمكن لأنماط التنمية أن تزيد من سرعة التأثر بالظواهر المتطرفة. وعلى سبيل المثال فإن التنمية الواسعة النطاق على طول المناطق الساحلية تزيد التعرض لعرام العواصف والأعاصير المدارية، مما يزيد سرعة التأثر.

ويتزايد تواتر وجسامة كثير من الظواهر المناخية المتطرفة حتى مع زيادة صغيرة في درجة الحرارة وسوف تتزايد هذه الظواهر مع ارتفاع درجات الحرارة (ثقة عالية). والظواهر المتطرفة تشمل على سبيل المثال، الفيضانات، ونقص رطوبة التربة، الأعاصير المدارية والعواصف، وشدة ارتفاع درجات الحرارة، والحرائق. وغالباً ما تكون تأثيرات الظواهر المتطرفة واسعة النطاق على المستوى المحلي ويمكن أن تؤثر تأثيراً قوياً على قطاعات ومناطق محددة. والزيادات في الظواهر المتطرفة يمكنها أن تسبب تجاوزات في التصميم الحرج أو العتبات الطبيعية، التي تزداد وراءها بشكل سريع جسامة التأثرات (ثقة عالية). ويمكن أن يكون تعدد الظواهر المتتالية غير المتطرفة مصدر إشكال لأنها يمكنها أن تقلل القدرة على التكيف باستنفاد احتياطيات شركات التأمين واعادة التأمين. [الفقرتان 8، 19-6-3-1]

ومن شأن حدوث زيادة في تواتر وجسامة الظواهر المتطرفة أن تكون لها آثار ضارة عبر جميع القطاعات والمناطق. ويمكن للزراعة والموارد المائية أن تكون سريعة التأثر على وجه الخصوص بالتغيرات في الحالات المتطرفة في مجالي الهيدرولوجيا ودرجة الحرارة، ويمكن أن تتأثر البنية الأساسية والنظم الإيكولوجية في المناطق الساحلية تأثيراً ضاراً بسبب التغيرات في حدوث الأعاصير المدارية وعرام العواصف. ومن المحتمل أن تزداد الوفيات ذات الصلة بالطقس الحار مع ازدياد درجات الحرارة" ومن المحتمل أن تتناقص الوفيات ذات الصلة بالطقس البارد. وقد تؤدي الفيضانات إلى انتشار الأمراض المرتبطة بالمياه والمحمولة بالنواقل، وخصوصاً في البلدان النامية، وكثير من الأضرار المالية الناجمة عن الظواهر المتطرفة ستكون لها أصداء على عدد كبير من المؤسسات المالية، ومن شركات التأمين وإعادة التأمين على المستثمرين والبنوك وصناديق الإغاثة في حالات الكوارث. وستترتب على التغيرات في إحصاءات الظواهر المتطرفة آثار فيما يتعلق بتصميم معايير التطبيقات الهندسية (مثل جروف حواجز صد مياه الفيضان والجسور وتصميم المباني والتقسيم إلى مناطق)، التي تستند إلى تقديرات فترات المعاودة، وتأثيرات من أجل تقدير الأداء الاقتصادي وجدوى مشاريع معينة تتأثر بحالة الطقس. [الفقرة 19-6-3-1]

7-2-5 الظواهر الفردية واسعة النطاق

إن لتغير المناخ المستحدث بأنشطة الإنسن إمكانية إثارة تغيرات واسعة النطاق في نظم الأرض مما قد يكون له عواقب شديدة على النطااقات الإقليمية والعالمية. فاحتمالات التسبب في حدوث هذه الظواهر لا تحظى بفهم جيد ولكن لا ينبغي تجاهلها نظراً لوخامة عواقبها. وتشمل الظواهر من هذا النوع التي قد تطرأ الإيقاف الكامل أو الجزئي لتكون المياه العميقة في شمال المحيط الأطلسي أو في المنطقة القطبية الجنوبية وانحلال الطبقات الجليدية في غرب المنطقة القطبية الجنوبية وغيرنلاند، وحدوث اضطرابات كبيرة في ديناميات الكربون الذي ينظمه الغلاف الجوي. ومن الصعب تحديد توقيت واحتمالية حدوث ثغرات واسعة النطاق، لأن هذه الظواهر تحركها تفاعلات معقدة بين مكونات النظام المناخي. ويمكن للتأثير المتقطع الفعلي أن يعطل انطلاق سلسلة الأحداث طوال عقود تمتد إلى قرون. وهذه الأمور الطارئة حساسة لجسامة ومعدل التغير المناخي، فالزيادات الكبيرة في درجة الحرارة يحتمل أن تؤدي إلى ثغرات واسعة النطاق في نظام المناخ (ثقة متوسطة).

ويمكن للثغرات هذه أن تحدث تأثيرات شديدة على النطاق الإقليمي بل وعلى النطاق العالمي، بيد أن تحليلات التأثيرات المتعمقة لا تزال ناقصة. وتظهر عمليات المحاكاة العديدة لنموذج المناخ مع زيادة الاحترار توقفاً تاماً في الدوران المدفوع بالتباين الحراري والملحي في منطقة شمال الأطلسي. ورغم أن التوقف التام قد يستغرق حدوثه عدة قرون، فإن التوقف الإقليمي للحمل الحراري وحدوث ضعف هام في الدوران المدفوع بالتباين الحراري والملحي قد يحدث خلال القرن التالي. فإذا ما حدث هذا فإنه قد يؤدي إلى تغير مناخي إقليمي سريع في منطقة شمال الأطلسي، مع حدوث تأثيرات كبرى في المجتمعات وفي النظام الإيكولوجي. وقد يؤدي انهيار الطبقة الجليدية في غرب المنطقة القطبية الجنوبية إلى ارتفاع في مستوى سطح البحر على الصعيد العالمي بمقدار عدة أمتار، ووهو ما يصعب جداً التكيف معه، ورغم أن عملية الانحلال قد تستغرق عدة مئات من السنين فإن هذه العملية يمكن أن تنطلق بشكل لا راد له في القرن القادم. ويتبين أن الحجم النسبي لعمليات التغذية المرتدة الداخلة في دورة الكربون عن طريق المحيطات والغلاف الحيوي للأرض أنه يتغير بزيادة درجات الحرارة. ويمكن للتشبع ونقص الأثر الصافي لبواليع الصرف الخاص بالغلاف الجوي للأرض - المتوقع حدوثه على مدى القرن القادم- مع حدوث عمليات مماثلة أن يؤدي إلى طغيان التغذية المرتدة الإيجابية على التغذية المرتدة السلبية ويؤدي إلى تضخم قوي لاتجاه الاحترار. [الفقرة 19-6-3-2]



تقارير أخرى في هذه المجموعة