يعمل تغير المناخ على تفاقم الأخطار الحالية التي تهدد التنوع الأحيائي، والتي تنجم من استعمال الأراضي/ تغير الغطاء وضغط السكان في آسيا (ثقة متوسطة). وتتزايد الأخطار التي تهدد المجموعات الغنية مني الأنواع الحية في آسيا. ويتعرض للخطر ما يبلغ 1250 نوعا من أنواع النباتات الراقية البالغ عددها 15000 نوع في الهند. وهناك اتجاهات مماثلة تبدو واضحة في الصين وماليزيا وميانمار وتايلند. ومن المحتمل أن تفنى أنواع كثيرة وجماعات كبيرة من أنواع أخرى عديدة في آسيا نتيجة لتآزر آثار تغير المناخ وتجزئة الموئل. ففي النظم الإيكولوجية الصحراوية، قد ينجم عن زيادة حدوث نوبات الجفاف انخفاض في الكلأ المحلي حول الواحات، مما يؤدي إلى وفاة قطعان كثيرة من حيوانات المنطقة المحلية، ويعرض للخطر بقاء هذه الحيوانات. ومع ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار متر واحد، سوف تختفي تماماً جزيرة السوندربانز (أكبر النظم الإيكولوجية لأشجار المانغروف في بنغلاديش. [الفقرتان 11-2-1، 11-2-1-6]
وسيؤدي تدهور التربة الصقيعية نتيجة للاحترار العالمي إلى زيادة سرعة تأثر كثير من القطاعات المعتمدة على المناخ، مما يؤثر على الاقتصاد في شمال آسيا (ثقة متوسطة). فالبيانات المعلنة عن الاحترار في خطوط العرض العالية في نصف الكرة الأرضية الشمالي يمكن أن تؤدي إلى ترقيق أو اختفاء التربة الصقيعية في الأماكن التي توجد بها الآن. فالانكماش الواسع النطاق في منطقة التربة الصقيعية في شمال آسيا شيء محتمل. وتحيى ك الحد الجنوبي للمنطقة المتشتتة صوب القطب يعتبر شيئا محتملأ في منغوليا وشمال شرق الصين. كما أن الحد الفاصل بين مناطق التربة الصقيعية المتواصلة وغير المتواصلة (المتقطعة أو الفصلية) على هضبة التبت يحتمل أن يتنقل صوب وسط الهضبة على طول الحدود الشرقية والغربية. [الفقرة 11-2-1-5]
وتكرر نشوب حرائق الغابات من المتوقع أن يزداد في شمال آسيا (ثقة متوسطة). فارتفاع درجة حرارة الهواء السطحي، وخصوصاً أثناء الصيف، قد توجد ظروفا مواتية لهبوب العواصف الرعدية وما يصاحبها من برق، مما يمكن أن يحدث حرائق الغابات في الغابات الشمالية في كثير من الأحيان. ومن المتوقع أن تنشب حرائق في الغابات بشكل متكرر أكثر في البقاع الشمالية من شمال آسيا نتيجة للاحترار العالمي. [الفقرة 11-2-1-3]
من المتوقع أن يصبح توافر المياه العذبة متأثراً بدرجة عالية بتغير المناخ المتوقع (ثقة عالية). وسوف تبدو زيادات في الجريان المائي السطحي أثناء فترات الشتاء والصيف في شمال آسيا (ثقة متوسطة). كما أن البلدان التي يزيد فيها استعمال المياه بأكثر من 20 في المائة من إجمالي الموارد المائية الكامنة المتاحة، من المتوقع أن تشهد إجهاداً مائيا شديداً أثناء فترات الجفاف. ومن المتوقع أن يتناقص الجريان السطحي بشكل جذري في المناطق القاحلة وشبه القاحلة في آسيا في ظل سيناريوهات تغيرات المناخ المتوقعة. ومن المحتمل أن يؤدي تغير المناخ إلى تغير حجم تدفق المجاري المائية وكذلك التوزيع الزمني لتدفقات المجاري المائية طوال العام. ومع زيادة بمقدار 2 س في درجة حرارة الهواء مصحوبة بانخفاض يتراوح بين 5-10 في المائة في التهطال أثناء الصيف، سوف ينخفض الجريان السطحي في كازاخستان بدرجة كبيرة، مما يؤدي إلى حدوث آثار خطيرة على الزراعة وقطعان الماشية. وسوف تصبح المياه سلعة شحيحة في كثير من بلدان جنوب وجنوب شرق آسيا، وخصوصا حيثما يوجد الحد الأدنى من مرافق الخزانات اللازمة لخزن المياه من أجل الري. وسيسفر تزايد السكان وتركز جموع السكان في المناطق الحضرية عن ممارسة ضغوط متزايدة على توافر المياه ونوعية المياه. [الفقرة 11-2-3-1]
البلدان النامية في المناطق المعتدلة والمدارية في آسيا أصبحت بالفعل سريعة التأثر تماماً بالظواهر المناخية المتطرفة مثل أعاصير التيفون وغيره من الأعاصير ونوبات الجفاف والفيضانات ومن شأن تغير المناخ وتقلبيته أن يؤدي إلى استفحال حالات سرعة التأثر (ثقة عالية). ومن المعروف أن ظواهر الطقس المتطرفة تسبب آثاراً ضارة في مناطق منفصلة ومتباعدة في آسيا. وهناك بعض دلائل تشير إلى حدوث زيادات في شدة أو تواتر حدوث بعض هذه الظواهر المتطرفة على نطاقات إقليمية طوال القرن العشرين. [الفقرات 11-1-2-2, 11-1-2-3, 11-4-1]
تزايد شدة التهطال، وخصوصاً أثناء الرياح الموسمية الصيفية، يمكن أن يزيد المناطق المعرضة للفيضان في المناطق المعتدلة والمدارية في آسيا. وهناك احتمال لوجود أحوال أكثر جفافاً في المناطق القاحلة وشبه القاحلة في آسيا أثناء الصيف، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى مزيد من نوبات الجفاف الشديد (ثقة متوسطة). وقد شهد كثير من البلدان في المناطق المعتدلة والمدارية من آسيا، نوبات جفاف شديد وفيضانات غزيرة بشكل متكرر في القرن العشرين. ومن المحتمل أن تصبح الفيضانات السريعة أكثر تكرراً في كثير من الأقاليم المعتدلة والمدارية في آسيا في المستقبل. ومن المتوقع حدوث نقصان في فترة المعاودة فيما يتعلق بظواهر التهطال المتطرفة وإمكانية حدوث فيضانات بشكل متكرر في بقاع من الهند ونيبال وبنغلادش. [الفقرات 11-1-3-3, 11-2-2-2, 11-1-2-3, 11-4-1]
وتحويل أراضي الغابات إلى أراض لزراعة المحاصيل والرعي يعتبر فعلاً قوة دافعة رئيسية تؤدي إلى فقدان الغابات في المناطق المدارية والمعتدلة في البلدان الآسيوية. ومع زيادة تكرر حدوث الفيضانات ونوبات الجفاف، سيكون لهذه الأفعال تأثيرات بعيدة المدى على البيئة (على سبيل المثال تآكل التربة، وافتقاد خصوبة التربة، وافتقاد التقلبية الجينية في المحاصيل، ونضوب ا لموارد ا لمائية). [الفقرة 11-1-4-1]
ومازالت الأعاصير المدارية وعرام العواصف تحدث خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات في الهند وبنغلاديش. وسوف يؤدي اشتداد الأعاصير مصحوبة بارتفاع مستوى سطح البحر إلى مزيد من الخسائر في الأرواح والممتلكات في المناطق الساحلية الواطئة في البلدان المعرضة للأعاصير في آسيا (ثقة متوسطة). وستكون للزيادة المتوقعة في تواتر وشدة الحالات المناخية المتطرفة آثار محتملة هامة على نمو المحاصيل والإنتاج الزراعي وكذلك الآثار الاقتصادية والبيئية الهامة (على سبيل المثال، ا لسياحة، ا لنقل). [الفقرات 11-2-4-5, 11-2-6-3, 11-3]
ويدعو الأمر إلى اتخاذ طائفة عريضة من التدابير الوقائية على المستويين الإقليمي والوطني، ومن بينها الوعي وتقبل عوامل الخطورة بين المجتمعات الإقليمية، وذلك لتجنب أو لتخفيف تأثيرات الكوارث المصاحبة لحالات الطقس الأكثر تطرفاً على الهياكل الاقتصادية والاجتماعية للبلدان الواقعة في المناطق المعتدلة والمدارية في آسيا. [الفقرة 11-3-2]
سوف تغمر بالمياه دلتات الأنهار الكبيرة والمناطق الساحلية الواطئة في آسيا بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر (ثقة عالية). فأنواع الإجهاد المتصلة بالمناخ في المناطق الساحلية تشمل فقدان أراض زراعية وتملح الأراضي الزراعية نتيجة للتغير في مستوى سطح البحر والتواتر المتغير للأعاصير المدارية مع شدتها. وتبين تقديرات الفقدان المحتمل من الأراضي نتيجة ارتفاع مستوى سطح البحر والخطورة على نزوح السكان المعروضة في الجدول 8- الملخص الفني مدى ضخامة المسألة بالنسبة للمناطق الواطئة الرئيسية في آسيا الساحلية. وحالياً، فإن التآكل الساحلي للشواطئ الساحلية الطينية في آسيا لا يحدث بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر؛ إذ إن هذا يحدث إلى حد كبير بسبب الرواسب العالقة المحمولة سنوياً عن طريق الأنهار والمنقولة إلى المحيط بسبب أنشطة الإنسان وتطور دلتات الأنهار. وهذه الأفعال يمكن أن تجعل تأثيرات تغير المناخ أكثر وخامة في الأقاليم الساحلية في آسيا. [الفقرة 11-2-4-2]
الجدول 8- الملخص الفني: الفقدان المحتمل من الأراضي والسكان المعرضون في البلدان الآسيوية فيما يتعلق بمقادير مختارة من ارتفاع مستوى سطح البحر، مع افتراض عدم حدوث تكيف. | |||||
ارتفاع مستوى سطح البحر (سم2)
|
الفقدان المحتمل من الأراضي
|
السكان المعرضون
|
|||
البلد
|
(كم2)
|
(في المائة)
|
(مليون)
|
(في المائة)
|
|
بنغلاديش | 45 | 15,668 | 10.9 | 5.5 | 5.0 |
100 | 29,846 | 20.7 | 14.8 | 13.5 | |
الهند | 100 | 5,763 | 0.4 | 7.1 | 0.8 |
أندونيسيا | 60 | 34,000 | 1.9 | 2.0 | 1.1 |
اليابان | 50 | 1,412 | 0.4 | 2.9 | 2.3 |
ماليزيا | 100 | 7,000 | 2.1 | >0.05 | >0.3 |
باكستان | 20 | 1,700 | 0.2 | غير متاح | غير متاح |
فيتنام | 100 | 40,000 | 12.1 | 17.1 | 23.1 |
تعمل الأحوال التي يشوبها مزيد من الاحترار والرطوبة على زيادة احتمال الإصابة بدرجة أكبر بالأمراض المعدية وذات الصلة بالحرارة في المناطق المدارية والمعتدلة في آسيا (ثقة متوسطة). فارتفاع درجة حرارة الهواء السطحي والتغيرات في التهطال في آسيا سيكون لها آثار ضارة على صحة الإنسان. ورغم أن الاحترار سوف يسفر عن انخفاض في وفيات فترة الشتاء في البلدان المعتدلة، فلربما يحدث المزيد في تواتر الإجهاد الحراري ومدته وخصوصاً في الحواضر الكبرى أثناء الصيف. كما أن الاحترار العالمي سوف يزيد الإصابة بالأمراض التنفسية والقلبية في بقاع من المناطق القاحلة وشبه القاحلة في آسيا وكذلك المناطق المعتدلة والمدارية في آسيا. ويمكن أن تؤدي التغيرات في درجة الحرارة البيئية والتهطال إلى انتشار الأمراض المحمولة بالنواقل إلى المناطق المعتدلة والقاحلة في آسيا. ويمكن لانتشار الأمراض المحمولة بالنواقل إلى خطوط عرض نحو الشمال أن يشكل تهديدا خطيراً على صحة الإنسان. وزيادة درجات حرارة سطح البحر على طول الخطوط الساحلية الآسيوية سيدعم تفشي النواقل النباتية. وفى هذه النواقل النباتية مواطن للأمراض البكتيرية المعدية. والأمراض المنقولة عن طريق المياه - ومن بينها الكوليرا ومجموعة أمراض الإسهال التي تسببها كائنات عضوية مثل الجيارديات (Giardia) والسالمونيلا وخفية الأبواغ – (Cryptosporidium) يمكن أن تصبح أكثر انتشاراً في كثير من بلدان جنوب آسيا في حالة وجود مناخ أكثر حرارة. [الفقرات 11-2-5-1, 11-2-5-2, 11-2-5-4]
يتوقف التكيف مع تغير المناخ في البلدان الآسيوية على مدى تحمل التدابير التكيفية والنفاذ إلى التكنولوجيا والمعوقات الطبيعية الحيوية مثل توافر موارد الأراضي والمياه وخواص التربة والتنوع الجيني من أجل إنبات المحاصيل (على سبيل المثال التطوير الحاسم لأصناف مستنبتة من الأرز المقاوم للحرارة)، والطبوغرافيا. وتواجه معظم البلدان النامية في آسيا زيادة في السكان، وانتشار عملية التحضر وافتقاد الموارد المائية الكافية، والتلوث البيئي، وهي تعرقل الأنشطة الاجتماعية الاقتصادية. ويتعين على هذه البلدان فردياً وجماعياً أن تقيم المبادلات ما بين إجراءات تغير المناخ والاحتياجات الأقرب عهدا (مثل الجوع، وتلوث الهواء والماء والطلب على الطاقة). ويتعين وضع استراتيجيات للمواجهة بالنسبة لثلاثة قطاعات حاسمة : موارد الأرض والموارد المائية وإنتاجية الأغذية. وبوسع تدابير التكيف التي ترمي إلى توقع الآثار المحتملة لتغير المناخ أن تساعد على مقابلة كثير من الآثار السلبية. [الفقرة 11-3-1]
تقارير أخرى في هذه المجموعة |