يتطور فهم تغير المناخ وتأثيراته وخيارات التخفيف والتكيف من خلال البحث والرصد المتعدد التخصصات وفيما بين التخصصات في إطار تقييمي متكامل. ومع زيادة عمق الفهم، تصبح بعض الاستنتاجات أقوى وتظهر بعض أوجه عدم اليقين  باعتبارها حاسمة لصياغة السياسة الواعية. وتنشأ بعض أوجه عدم اليقين نتيجة الافتقار للبيانات وعدم فهم العمليات الرئيسية ومن الخلاف حول ما هو معروف أو حتى ما يمكن معرفته.  وتقترن أوجه عدم اليقين الأخرى بتنبؤ السلوك الاجتماعي والشخصي  استجابة للمعلومات والأحداث. وتنزع أوجه عدم اليقين إلى  التصاعد مع تعقد المشكلة، ومع دخول عناصر جديدة تشمل نطاقا  أكثر شمولا للتأثيرات الفيزيائية والتقنية والاجتماعية والسياسية واستجابات السياسة.  ويستجيب المناخ للتأثير البشري بدون قصد أو اختيار، ولكن المجتمع البشري يمكنه أن يستجيب لتغير المناخ عن  قصد والاختيار بين مختلف الخيارات.  وأحد أهداف تقرير التقييم الثالث  وغيره من تقارير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ هو استكشاف أوجه عدم اليقين وتقييمها وتحديدها كميا وتقليلها إن أمكن.

وإطار التقييم المتكامل المبين في هذا التقرير يتم استخدامه للجمع بين الاستنتاجات القوية وأوجه عدم اليقين الرئيسية في تقديرات النماذج. ويمكن لهذا الإطار أن يشمل جميع التخصصات التي تشترك في فهم المناخ والغلاف الحيوي والمجتمع البشري.  وهو يشدد على الروابط بين النظم المبينة في مختلف تقارير الأفرقة العاملة في تقرير التقييم الثالث، وينظر أيضا في الروابط بين  تغير المناخ وغير ذلك من القضايا البيئية، ويساعد على تحديد  الثغرات في المعرفة.   وهو يشير إلى الكيفية التي تؤثر بها أوجه عدم اليقين على الصورة الكلية.  ويبين الشكل 1-1 كيفية دمج التكيف والتخفيف  في التقييم.  وسوف يتعين على النظم البشرية والطبيعية أن تتكيف مع  تغير المناخ وسوف تتأثر التنمية.   وسيكون التكيف ذاتيا ومن خلال المبادرات الحكومية على السواء ، وسوف تقلل إجراءات التكيف من بعض تأثيرات تغير المناخ (ولكن يتعذر تفاديها  تماما) على هذه النظم وعلى التنمية.  وتوفر إجراءات التكيف فوائد ولكنها  تستتبع خسائر أيضا.  ويختلف التخفيف عن التكيف من حيث أنه يقلل الانبعاثات  في بداية الدورة، وهو يقلل التركيزات (مقارنة بما يمكن أن يحدث لولا ذلك) وهو يقلل من تغير المناخ  وما يقترن به من مخاطر وأوجه عدم يقين.  كما أنه يقلل من الحاجة إلى التكيف ومن تأثيرات تغير المناخ وآثاره على التنمية الاجتماعية الاقتصادية.  وهو مختلف كذلك من حيث أنه يرمي إلى التصدي لتأثيرات النظام المناخي، بينما يتجه التكيف في المقام الأول إلى التصدي للتأثيرات المحلية لتغير المناخ.  والفائدة الرئيسية للتخفيف هي تفادي تغير المناخ، ولكنها تنطوي أيضا على تكاليف.  وبالإضافة إلى ذلك، يحقق التخفيف فوائد  غير مباشرة (مثل خفض تلوث الهواء الذي يفضي إلى تحسين صحة الإنسان).  وأي نهج متكامل تماما بغرض تقييم تغير المناخ لابد وأن ينظر في الدورة الكاملة المبينة في الشكل 1-1 على نحو دينامي مع كل التغذيات المرتدة، ولكن ذلك لم يتسن تحقيقه في تقرير التقييم الثالث.

وتتعلق الكثير من الاستنتاجات القوية بوجود استجابة من المناخ للأنشطة البشرية وبعلامة هذه الاستجابة، كما هو مبين في الجدول 3 في الملخص لصانعي السياسات. وتتعلق الكثير من أوجه عدم اليقين بالقياس الكمي لحجم الاستجابـة و/أو توقيتها والتأثيرات المحتملة لتحسين الطرق وتخفيف الافتراضات.