تغير المناخ 2001: التقرير التجميعي

تقاريرخرى في هذه المجموعة
5-18
والقصور الذاتي في النظم المناخية والايكولوجية والاجتماعية-الاقتصادية يجعل من التكيف أمرا حتميا وضروريا بالفعل في بعض الحالات.  ويؤثر القصور الذاتي على المجموعة المثلى من استراتيجيات التكيف والتخفيف. 

 
5-19
ونتيجة للتأخير الزمني والقصور الذاتي المتأصلين في النظام الأرضي، بما في ذلك عناصرها الاجتماعية، لن يتم الشعور ببعض عواقب الإجراءات التي تتخذ أو لا تتخذ  إلا بعد سنوات كثيرة في المستقبل.  وعلى سبيل المثال، فإن الاختلافات في المسارات الأولية لمختلف سيناريوهات التقرير الخاص وسيناريوهات التثبيت هي اختلافات صغيرة، ولكن النتائج من ناحية المناخ في عام 2100 كبيرة.  واختيار مسار التنمية ينطوي على عواقب  على جميع النطاقات الزمنية المتأثرة، وهكذا فإن مجموع التكاليف والفوائد  الطويلة الأجل قد يختلف كثيرا عن مجموعها على الأجل القصير.

5-20
وفي وجود القصور الذاتي، تتسم الإجراءات السليمة الرامية إلى التكيف مع تغير المناخ أو التخفيف من آثاره بفعالية أكبر وقد تكون أقل تكلفة في بعض الظروف إذا تم التبكير باتخاذها.  ويوفر التأخير الزمني متنفسا بين الانبعاثات والتأثيرات، وهو ما  يتيح الوقت للتكيف المخطط.  والقصور الذاتي في تطوير التكنولوجيا واستبدال أسهم رأس المال حجة هامة للتخفيف التدريجي.  وجوهر القصور الذاتي في الهياكل والعمليات الاقتصادية  هو أن الانحراف عن أي اتجاه معين يستتبع خسائر، وترتفع هذه الخسائر مع سرعة الانحرافات (مثل تكاليف السحب المبكر للمرافق الكثيفة الكربون على سبيل المثال).  وقد تقلل إجراءات التخفيف المبكرة من خطر وقوع تأثيرات شديدة دائمة أو لا يمكن التخلص منها في الوقت الذي تقلل فيه من الحاجة إلى تخفيف أسرع فيما بعد.  وقد يساعد الإسراع بالإجراءات على تقليل التخفيف والتكيف على الأجل الطويل عن طريق الإسراع بتطوير التكنولوجيا والتبكير بتحقيق فوائد تحجبها حاليا عيوب السوق. والتخفيض خلال السنوات القليلة القادمة  ينطوي على قيمة اقتصادية إذا كانت هناك احتمالية كبيرة  للبقاء دون الحدود القصوى التي لولا ذلك لتم الوصول إليها في النطاقات الزمنية المميزة للنظم التي تولد غازات الدفيئة.  وتعتمد قرارات تخفيف تغير المناخ  على التفاعل بين القصور الذاتي وعدم اليقين، وهو ما يسفر عن  تتابع عملية صنع القرار.  وينطوي ترقب العواقب والتكيف المبكر على أعظم الفوائد في القطاعات ذات البنية الأساسية المعمرة، مثل السدود والجسور، والقصور الذاتي الاجتماعي الكبير، مثل سوء توزيع حقوق الملكية. ويمكن للإجراءات التكيفية والتحسبية  أن تكون كبيرة الفعالية بالقياس إلى التكلفة  إذا تحقق الاتجاه المتوقع.   

5-21
ويعني وجود التأخير الزمني والقصور الذاتي وعدم إمكانية  إعادة نظام الأرض إلى سابق عهده أنه يمكن لإجراءات التخفيف أو تطوير التكنولوجيا أن تحقق نتائج مختلفة تبعا للوقت الذي يتم اتخاذها فيه. وعلى سبيل المثال، أظهر أحد تحليلات النماذج للتأثير الافتراضي لخفض انبعاثات غازات الدفيئة البشرية المنشأ إلى الصفر في عام 1995 على ارتفاع مستوى سطح البحر خلال القرن الحادي والعشرين في المحيط الهادئ،  أن الارتفاع في مستوى سطح البحر الذي سيحدث لا محالة من جراء الاحترار في عام 1995 (5 إلى 12 سم) سيكون أقل كثيرا إذا تحقق نفس التخفيض في الانبعاثات  في 2020 (14 إلى 32 سم) .  ويبرهن ذلك على تزايد التعرض لارتفاع مستوى سطح البحر في المستقبل  من جراء  الانبعاثات في الماضي والانبعاثات الحالية، وأثر تأخير الخفض الافتراضي للانبعاثات.

5-22
ويمكن تخفيض القصور  الذاتي التكنولوجي في البلدان  المتقدمة  من خلال  "القفز" (أي اعتماد استراتيجيات تحسبية لتفادي المشاكل التي تواجهها المجتمعات الصناعية اليوم). ولا يمكن افتراض أن البلدان النامية ستتبع تلقائيا  مسارات التنمية المتبعة في البلدان الصناعية.  وعلى سبيل المثال،  تجاوزت بعض البلدان النامية خطوط الاتصالات الأرضية واتجهت مباشرة إلى استخدام الهواتف المحمولة.  ويمكن للبلدان النامية تفادي  الممارسات التي لا تتسم  بكفاءة الطاقة والتي كانت منتهجة في البلدان المتقدمة في الماضي وذلك عن طريق الأخذ بالتكنولوجيات التي تستخدم التكنولوجيا  على نحو أكثر استدامة ،   وإعادة تدوير مزيد من النفايات والمنتجات، ومعالجة النفايات المترسبة على نحو مقبول بدرجة أكبر.  وقد يكون من الأسهل تحقيق ذلك في البنية التحتية ونظم الطاقة الجديدة في البلدان النامية نظرا للحاجة إلى استثمارات ضخمة  في أية حالة.  ويمكن لنقل التكنولوجيا بين البلدان  والمناطق أن يقلل من القصور الذاتي التكنولوجي.
5-23

ويتضمن القصور الذاتي وعدم اليقين في النظم المناخية والايكولوجية والاجتماعية-الاقتصادية  وجوب النظر في هوامش الأمان عند  تحديد الاستراتيجيات والأهداف والجداول الزمنية لتفادي المستويات الخطيرة للتدخل  في النظام المناخي. وقد تتأثر مثلا المستويات المستهدفة لتثبيت تركيزات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي أو درجة الحرارة أو سطح البحر بما يلي:

  • القصور الذاتي في النظام المناخي الذي سيؤدي إلى استمرار تغير المناخ لمدة بعد تنفيذ إجراءات التخفيف
  • عدم اليقين بشأن تحديد مواقع  العتبات الممكنة للتغيير الذي لا يمكن التخلص منه، وسلوك النظام في الأماكن القريبة منها
  • التأخير الزمني بين إقرار أهداف التخفيف وبين تحقيقها.

وبالمثل، يتأثر التكيف بالتأخير الزمني في تحديد تأثيرات تغير المناخ وفي وضع استراتيجيات فعالة للتكيف وتنفيذ تدابير التكيف. وقد  تمثل السياسات التحفظية واتخاذ القرارات المتتالية ( الإجراءات المتكررة والتقييم والإجراءات المنقحة) استجابات ملائمة للمجموعة  المؤلفة من القصور الذاتي وعدم اليقين.  وعواقب القصور الذاتي بالنسبة للتكيف تختلف عن عواقبه بالنسبة للتخفيف، حيث يتجه  التكيف في المقام الأول إلى التصدي للتأثيرات المحلية لتغير المناخ، بينما يرمي التخفيف إلى التصدي لتأثيرات النظام المناخي.  وتنطوي القضيتان كلتاهما على تأخير زمني وقصور ذاتي، ويشير القصور الذاتي إلى احساس أكبر عموما بالحاجة الملحة إلى التخفيف.

5-24
ويعد انتشار القصور الذاتي وإمكانية  تعذر إعادة النظم المناخية والايكولوجية والاجتماعية-الاقتصادية إلى حالتها الأولى من الأسباب الرئيسية وراء فائدة الإجراءات التحسبية للتكيف والتخفيف. وقد يضيع عدد من فرص ممارسة خيارات التكيف والتخفيف إذا تأخرت الإجراءات.

 


تقارير أخرى في هذه المجموعة