الشكل 8-2: يبين
هذا الشكل الروابط بين تغير المناخ والعوامل البيئية الأخرى في عرض الأغذية
والطلب عليها. وزيادة الطلب على الأغذية نتيجة لنمو سكان العالم تتطلب
زيادة في إنتاج الأغذية. وينطوي هذا بدوره على مجموعة من الآثار
في استخدام الأراضي، مثل تحويل الأراضي البرية إلى أراض لإنتاج المحاصيل
(توسيع الرقعة الزراعية) واستخدام المخصبات الكيميائية و/أو استخدام
الري لزيادة الغلة (تكثيف الزراعة) أو تمكين الزراعة في الأراضي غير المستخدمة.
ويؤدي توسيع الأراضي المزروعة إلى خسارة في التنوع البيولوجي نظرا لتحول
النظم الايكولوجية إلى حقول لا تنمو بها إلا بضعة أنواع أحيائية قليلة
(وهي في العادة أنواع أحيائية غريبة). وتغيير الغابات إلى الزراعة
يسبب خسارة صافية للكربون في الغلاف الجوي نظرا لاستبدال الغابات
بالأراضي المعشوشبة أو أراضي المحاصيل. ويزيد ذلك أيضا من احتمال
حدوث فيضانات نظرا لاحتفاظ النظم الزراعية بكميات من التهطال أقل من الغابات.
ويمكن لتكثيف إنتاج المحاصيل أن ينطوي على مجموعة من المعالجات الكيميائية،
معظمها من المخصبات النيتروجينية التي تؤدي إلى إطلاق مركبات غاز النيتروجين
(بعضها من غازات الدفيئة القوية) إلى الغلاف الجوي وصرف النيتروجين في
أحواض الصرف، بما ينطوي عليه ذلك من آثار بيئية وصحية كثيرة.
ويؤثر توسيع الري على إمدادات المياه العذبة للاستخدامات الأخرى، مما يفضي
إلى حالات نقص المياه والصراعات حول حقوق استخدام المياه. وتنطوي
تلبية احتياجات الإنتاج الزراعي المتزايد على إمكانية زيادة المعدلات العالمية
لخسائر التنوع البيولوجي، وتغير المناخ والتصحر. وهناك علاقات
متداخلة، ولا سيما مع المياه، تشكل أساس كل هذه القضايا ولكنها لا تظهر
في الشكل لأغراض التبسيط.