تتوافر في المناطق المدارية فرص كبيرة للتخفيف من الكربون على الرغم من عدم إمكانية دراستها بمعزل عن السياسات الأشمل في قطاعات الغابات، والزراعة وغيرها من القطاعات. وعلاوة على ذلك، فإن الخيارات تتباين نتيجة للظروف الاجتماعية والاقتصادية: ففي بعض الأقاليم يعتبر تباطؤ أو وقف عمليات إزالة الغابات الفرصة الرئيسية للتخفيف، وفي أقاليم أخرى، حيث انخفض معدل إزالة الغابات إلى مستويات طفيفة، يعتبر تحسين ممارسات إدارة الغابات الطبيعية، والتشجير وإعادة تشجير الغابات ومستجمعات المياه، التي تعرضت للتدهـور أكثر الفرص جاذبية لهذا الهدف. غير أن قدرات التخفيف11 الحالية تعاني في كثير من الأحيان من الضعف كما أن الأراضي والمياه لا تتوافر دائما بالكفاية المطلوبة.
ولدى البلدان غير المدارية أيضا فرصا للمحافظة على مستجمعات الكربون المتوافرة، وتعزيز هذه المستودعات أو استخدام الكتلة الإحيائية للتعويض عن استخدام الوقود الأحفوري. وتشمل الأمثلة على الاستراتيجيات مكافحة الحرائق أو الحشرات، صيانة الغابات، إنشاء جنبات سريعة النمو، وتغيير أساليب الزراعة المختلطة بالغابات، وغرس الأشجار في المناطق الحضرية، وتحسين أساليب إدارة النفايات، وإدارة الأراضي الزراعية لتخزين المزيد من الكربون في التربة، وتحسين إدارة أراضي الرعي وإعادة غرس الأعشاب أو الأشجار في الأراضي المزروعة.
وتضطلع المنتجات الخشبية والبيولوجية الأخرى بالعديد من الأدوار الهامة في التخفيف من الكربون: فهي تعمل في شكل مستودعات للكربون، ويمكن أن تحل مكان مواد البناء التي تتطلب المزيد من مدخلات الوقود الأحفوري ويمكن حرقها بدلا من الوقود الأحفوري للحصول على طاقة متجددة. وتسهم المنتجات الخشبية بالفعل بعض الشيء في التخفيف من تغير المناخ إلا أنه إذا أمكن تطوير البنيات الأساسية والحوافز، قد تصبح الأخشاب والمنتجات الزراعية عنصرا حب ويا في الاقتصاد المستدام. فهي من بين الموارد المتجددة القليلة المتاحة.
تستحق المعايير التالية الدراسة حتى يمكن وضع استراتيجيات تخفف من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، والمضي في تحقيق أهداف أخرى لا تقل عن تلك أهمية:
وقد تؤدي النشاطات المنفذة لأسباب أخرى إلى تعزيز عملية التخفيف. والمثال الواضح على ذلك خفض معدلات إزالة الغابات المدارية. وعلاوة على ذلك، فإنه نظرا لأن البلدان الغنية لديها غابات مستقرة، يمكن القول بأن التنمية الاقتصادية مرتبطة بالنشاطات التي تقيم مستودعات الكربون في الغابات.
تشير معظم الدراسات إلى أن التكاليف الاقتصادية لبعض خيارات التخفيف البيولوجي للكرب ون، وخاصة الخيارات الحرجية، تقع ضمن نطاق معين. فتقديرات تكاليف التخفيف البيولوجي المذكورة حتى الآن تتباين تباينا كبيرا من 0.1 دولار للطن كربون إلى نحو 20 دولارا للطن كربون في العديد من البلد أن المدارية. ومن 20 دولارا إلى 100 دولار للطن كربون في البلدان غير المدارية. وعلاوة على ذلك، لا تغطي حسابات التكاليف، في كثير من الحالات، بين جملة أمور، تكاليف البنية الأساسية، والخصم المناسب، والرصد، وجمع البيانات وتفسيرها وتكاليف الفرصة في الأراضي والصيانة أو غير ذلك من التكاليف المتكررة التي كثيرا ما يتم استبعادها أو تجاهلها. ويتم دفع الطرف المنخفض من النطاقات في اتجاه هبوطي إلا أن فهم ومعاملة التكاليف يتحسنان بمضي الوقت. وعلاوة على ذلك، قد يكون لنشاطات التخفيف البيولوجي، في كثير من الحالات، تأثيرات إيجابية مثل حماية الغابات المدارية أو إنشاء غابات جديدة بتأثيرات بيئية خارجية جديدة. غير أن التكاليف تتزايد مع ممارسة المزيد من خيارات التخفيف البيولوجي ومع تزايد الفرصة البديلة في الأراضي. وتبدو تكاليف التخفيف البيولوجي في أدنى مستواها في البلدان النامية، وفي مستوى أعلى في البلدان المتقدمة، فإذا كانت نشاطات التخفيف البيولوجي متواضعة، فالأرجح أن يكون تسرب التأثيرات صغيرا. غير أن كمية التسرب يمكن أن ترتفع عندما يصبح التخفيف البيولوجي كبيرا وواسع النطاق.
ويمكن أيضا أن توفر النظم الايكولوجية البحرية إمكانيات لإزالة ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي. غير أن المخزونات القائمة من الكربون في الغلاف الجوي الحيوي البحري صغيرة للغاية، ويمكن أن تتركز الجهـود لا على زيادة المخزونات من الكربون البيولوجي بل على استخدام عمليات الغلاف الجوي في إزالة الكربون من الغلاف الجوي ونقله إلى عمق المحيطات. وقد أجريت بعض التجارب الأولية إلا أنه ظلت هناك الأسئلة الحيوية المتعلقة بدوام وثبات الكميات المزالة من الكربون، والنتائج غير المقصودة على الغلاف الجوي. وعلاوة على ذلك، لم تتحدد بعد اقتصاديات هذه الأساليب.
وتشمل الهندسة الجيولوجية الجهـود الرامية إلى تحقيق الاستقرار للنظام المناخي من خلال الإدارة المباشرة لتوازن الطاقة على 2 وكب الأرض ومن ثم التغلب على التأثيرات الممتدة لغازات الدفيئة. وعلى الرغم من أنه يبدو أن هناك إمكانيات لهندسة توازن الطاقة الأرضية، فإن الفهم البشري لهذا النظام مازال في مراحله الأولى. وتوقعات الناتج غير المنتظرة كبيرة وقد لا يتسنى حتى هندسة التوزيع الإقليمي لدرجات الحرارة والتهطال، وغير ذلك. فالهندسة الجيولوجية تثير أسئلة علمية- فنية فضلا عن الكثير من القضايا الأخلاقية والقانونية والمتعلقة بالإنصاف. ومع ذلك، يبدو أن بعض الاستفسارات الأساسية مناسبة.
ففي الواقع العملي، قد يؤدي التخفيف في استخدام الأراضي، وتغيير استخدام الأراضي والنشاطات الحرجية عام 2010 إلى إحداث تخفيف كبير في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. ويتوافق الكثير من هذه النشاطات أو يتكامل مع الأهداف الأخرى من إدارة الأراضي. فالتأثيرات الشاملة لتغيير النظم الايكولوجية البحرية للعمل كماصة للكربون أو تطبيق تكنولوجيا الهندسة الجيولوجية على التخفيف من تغير المناخ تظل دون حل ومن ثم ليست جاهزة للتطبيق في المدى القصير.
تقارير أخرى في هذه المجموعة |