تغير المناخ 2001: التخفيف
تقاريرخرى في هذه المجموعة

2-3 سيناريوهات مستقبل العالم

لم تدرس سيناريوهات مستقبل العالم بصورة محددة أو إفرادية انبعاثات غازات الدفيئة. إذ أنها، بدلا من ذلك، عبارة عن "قصص " أكثر عمومية عن عوالم المستقبل المحتملة. ويمكن أن تستكمل عمليات تقييم سيناريوهات الانبعاثات الكمية لأنها تدرس الأبعاد التي لا تخضع للتقدير الكمي مثل الإدارة والهياكل والمؤسسات الاجتماعية، والتي تعتبر، رغم ذلك مهمة لنجاح سياسات التخفيف. وتبين معالجة هذه القضايا والمناظير المختلفة الواردة في القسم الأول: فعالية التكاليف (و/ أو) الكفاءة والإنصاف.

وأسفر مسح لهذه الدراسات عن عدد من النقاط الثاقبة ذات الصلة بسيناريوهات انبعاثات غازات الدفيئة والتنمية المستدامة. فأولا، حدد علماء المستقبل طائفة عريضة من الظروف المستقبلية التي تتراوح بين متغيرات التنمية المستدامة إلى انهيار النظم الاجتماعية والاقتصادية والبيئية. ونظرا لأن قيم المستقبل للدوافع الاقتصادية والاجتماعية الكامنة وراء الانبعاثات قد تتباين تباينا شاسعا، فإن من المهم تصميم السياسات المناخية لكي تصمد أمام ظروف المستقبل شديدة الاختلاف.

وثانيا، تميل سيناريوهات مستقبل العالم التي تبين انخفاض انبعاثات غازات الدفيئة إلى أن تبرز تحسن الإدارة وزيادة الإنصاف والمشاركة السياسية والحد من الصراعات وتحسن نوعية البيئة. كما أنها تميل إلى إظهار زيادة كفاءة الطاقة والتحول إلى مصادر طاقة أخرى غير أحفورية (و/ أو) التحويلات إلى اقتصاد ما بعد الصناعة (المعتمد على الخدمات)، ويميل السكان إلى الاستقرار عند مستويات منخفضة نسبيا في كثير من الحالات بفضل زيادة الرخاء والتوسع في توفير تنظيم الأسرة وتحسين حقوق وفرص النساء. وثمة انعكاس رئيسي يتمثل في أن سياسات التنمية المستدامة يمكن أن تسهم إسهاما كبيرا في الحد من الانبعاثات.

ثالثا، تتسق التوليفات المختلفة للقوى الدافعة مع سيناريوهات انخفاض الانبعاثات التي تتفق والنتائج الواردة في التقرير الخاص لسيناريوهات الانبعاثات (SRES). ويبدو أن انعكاسات ذلك تشير إلى أن من المهم دراسة الصلات بين سياسة المناخ وغيرها من السياسات والظروف المرتبطة باختيار طريق المستقبل بالمعنى العام.

الشكل 1 التقرير الفني: الاتجاهات النوعية لسيناريوهات التقرير الخاص.

2.4 التقرير الخاص عن سيناريوهات الانبعاثات

وضعت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ ست مجموعات جديدة لسيناريوهات مرجعية خاصة بانبعاثات غازات الدفيئة نظمت في أربع زمر من السيناريوهات، ونشرت في ش ك ل التقرير الخاص عن سيناريوهات الانبعاثات (SRES). وتؤكد الزمرتان A1 و A2 من السيناريوهات التنمية الاقتصادية إلا أنهما تختلفان فيما يتعلق بدرجة التلاحم الاقتصادي والاجتماعي. ويؤكد B1 و B2 التنمية المستدامة إلا أنهما تختلفان أيضا من حيث درجة التلاحم (انظر الإطار TS-1). وعموما استخدمت ستة نماذج في إنتاج الأربعين سيناريو التي تتألف منها مجموعات السيناريوهات الست. وقد اختير ست من هذه السيناريوهات، التي ينبغي اعتبارها سليمة على قدم الإنصاف، لتوضيح المجموعة الكاملة للسيناريوهات. وتشمل هذه السيناريوهات الستة سيناريوهات دليلية لكل عالم من العوالم فضلا عن اثنين من السيناريوهات AIFI و AIT اللذين يوضحان تطورات تكنولوجيا الطاقة البديلة في عالم A1 (انظر الشكل TS-1 ).

وتؤدي سيناريوهات التقرير الخاص إلى النتائج التالية:

الإطار 1. سيناريوهات الانبعاثات الواردة في التقرير الخاص بشأن سيناريوهات الانبعاثات للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ

الزمرة A1. تبين الوقائع المنظورة والزمرة A1 عالما مستقبليا من النمو الاقتصادي السريع للغاية وسكان العالم الذين يبلغ عددهم ذروته في منتصف القرن ثم ينخفض بعد ذلك، والأخذ المتسارع بتكنولوجيات جديدة وأكثر كفاءة. والمواضيع الأساسية الرئيسية هي التقارب بين الأقاليم وبناء القدرات وزيادة التفاعل الثقافي والاجتماعي، مع انخفاض كبير في الفروق الإقليمية في دخل الفرد. وتنقسم زمرة السيناريوهات A1 إلى ثلاث مجموعات تصف الاتجاهات الخيارية للتغير التكنولوجي في نظام الطاقة. وتتميز المجموعات الثلاثة المنبثقة عن الزمرة A1 بتركيزها على التكنولوجيا: الاستعمال الكثيف لوقود الأحفوري (المجموعة A1T )، أو مصادر الطاقة غير الوقود الأحفوري (المجموعة A1Fl )، أو التوازن بين جميع المصادر (المجموعة A1B ) (حيث يعرف التوازن بأنه عدم الاعتماد الشديد جدا على مصدر واحد معين من مصادر الطاقة، بافتراض أن معدلات تحسين مماثلة تنطبق على جميع إمدادات الطاقة وتكنولوجيات الاستخدام النهائي).

الزمرة A2. تبين الوقائع المنظورة والزمرة A2 عالما بالغ التباين. والموضوع الأساسي هو الاعتماد على الذات والمحافظة على الهويات المحلية. وتتقارب أنماط الخصوبة عبر الأقاليم ببطء شديد، مما يؤدي إلى زيادة مستمرة في عدد السكان. وتكون التنمية الاقتصادية موجهة إقليميا في المقام الأول ويكون معدل النمو الاقتصادي والتغير التكنولوجي، حسب الفرد، أكثر تجزؤا وأشد بطئا من الوقائع المنظورة الأخرى.

الزمرة B1. تبين الوقائع المنظورة والزمرة A1 عالما متقاربا بنفس عدد السكان، الذي يبلغ ذروته في منتصف القرن ثم ينخفض بعد ذلك، المبين في الوقائع المنظورة A1، ولكن مع تغير سريع في الهياكل الاقتصادية نحو اقتصاد الخدمات والمعلومات وانخفاض كثافة استخدام المواد، واعتماد تكنولوجيات نظيفة وأكثر كفاءة فيما يتعلق باستعمال الموارد. وينصب التركيز على إيجاد حلول عالمية لتحقيق الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، بما في ذلك تعزيز الإنصاف ولكن دون اتخاذ مبادرات مناخية إضافية.

الزمرة B2. تبين الوقائع المنظورة والزمرة B2 عالما ينصب فيه التركيز على الحلول الوطنية لتحقيق الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. إنه عالم فيه زيادة مستمرة في عدد السكان بمعدل أقل من المعدل المذكور في الزمرة A2، ومستويات متوسطة للتنمية الاقتصادية، وتغير تكنولوجي أقل سرعة وأكثر تنوعا من التغير التكنولوجي المشار إليه في الوقائع المنظورة B1 و A1 وعلى الرغم من أن السيناريو موجه صوب حماية البيئة والإنصاف الاجتماعي فإنه يركز على المستويات المحلية والإقليمية.

وقد اختير سيناريو توضيحي لكل مجموعة من مجموعات السيناريوهات الست A1B و A1Fl و A1T و A2 و B1 و B2. وينبغي اعتبارها جميعا متساوية في صحتها.

ولا تشمل سيناريوهات التقرير الخاص بشأن السيناريوهات مبادرات مناخية إضافية; مما يعني أنه ليست هناك سيناريوهات مدرجة تفترض صراحة تنفيذ اتفاقية الأهم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ أو أهداف بروتوكول كيوتو الخاصة بالانبعاثات.



تقارير أخرى في هذه المجموعة