يعتمد تقييم تأثيرات تغير المناخ والتكيف معه وسرعة التأثر به على طائفة واسعة من التخصصات الفيزيائية والبيولوجية والتخصصات في مجال العلوم الاجتماعية وهو يستخدم، بالتالي، مجموعة متنوعة هائلة من الطرائق والأدوات. وقد أدت هذه الطرائق، منذ وضع تقرير التقييم الثاني، إلى تحسين اكتشاف تغير المناخ في النظم الأحيائية والفيزيائية والى طرح نتائج جوهرية جديدة. وعلاوة على ذلك تم اتخاذ خطوات مشوبة بالحذر، منذ تقرير التقييم الثاني، للتوسع في "صندوق العدة" من أجل التصدي على نحو أكثر فعالية للأبعاد البشرية للمناخ كأسباب ونتائج، في الوقت ذاته، للتغير وللتعامل بشكل أقرب مع القضايا الشاملة للقطاعات فيما يتعلق بسرعة التأثر والتكيف وعملية وضع السياسات. وبوجه خاص بدأ عدد أكبر من الدراسات تطبيق طرائق وأدوات لتحديد تكاليف وقيمة الآثار المترتبة ومعالجة أوجه عدم اليقين وإدماج الآثار عبر القطاعات والأقاليم وتطبيق الأطر التحليلية للقرارات من أجل تقييم القدرة على التكيف. وبوجه عام، فإن هذه التطورات المنهجية المتواضعة تمثل تحليلات مشجعة من شأنها أن تضع أساساً أمتن لفهم الكيفية التي يتم بها اتخاذ القرارات فيما يتعلق بالتكيف مع تغير المناخ في المستقبل. [الفقرة 2-8]
تم منذ تقرير التقييم الثاني، استحداث وتطبيق طرائق على اكتشاف التأثيرات الحالية لتغير المناخ التي حدثت في القرن العشرين على النظم اللا أحيائية والأحيائية. ويعد تقييم التأثيرات الواقعة على النظم البشرية والطبيعية التي حدثت بالفعل نتيجة لتغير المناخ عنصرا مكملاً هاماً للتوقعات القائمة على النماذج للتأثيرات في المستقبل. وتعرقل هذا الاكتشاف قوى غير مناخية متعددة لها علاقات متشابكة في أغلب الأحيان وتؤثر بشكل متزامن في تلك النظم. وقد شملت المحاولات التي بذلت للتغلب على هذه المشكلة استخدام أنواع دالة (مثل الفراش وطيور البطريق والضفادع وحيوانات شقيق البحر) لاكتشاف الاستجابات لتغير المناخ والاستدلال على التأثيرات الأعم الواقعة على النظم الطبيعية بسبب تغير المناخ (كما يحدث مثلا في المروج المحلية والمناطق الساحلية في القطب الجنوبي، والغابات الجبلية الرطبة في المناطق المدارية والمنطقة المدية الصخرية الواقعة في المحيط الهادئ، على التوالي) ومن العناصر الهامة في عملية الاكتشاف هذه البحث عن أنماط التغير المنهجية عبر العديد من الدراسات التي تتساوق مع التوقعات المستندة إلى تغيرات مرصودة أو متنبأ بها في المناخ. وتزداد الثقة فى عزو هذه التغيرات المرصودة إلى تغير المناخ عندما تتم إعادة محاكاة الدراسات عبر مختلف النظم والأقاليم الجغرافية. وعلى الرغم من أن عدد الدراسات يبلغ المئات فى الوقت الحاضر فإن بعض الأقاليم والنظم لا يزال ناقص التمثيل [الفقرة 2-2].
ولتحري الروابط المحتملة بين التغيرات المرصودة في المناخ الإقليمي والعمليات البيولوجية أو الفيزيائية في النظم الإيكولوجية جمع فريق الكتاب ما يزيد على 2500 مقال عن المناخ وواحد من الكيانات التالية الحيوانات والنباتات والأنهار الجليدية والجليد البحري والجليد الذي يغطي البحيرات أو المجاري المائية. ولتجديد ما إذا كانت هذه الكيانات قد تأثرت بالمناخ المتغير ولم تدرج سوى الدراسات التي تفي باثنين من المعايير التالية على الأقل:
ويتعين أن يطهر اثنان على الأقل من هذه المعايير الثلاثة علاقة متبادلة ذات دلالة إحصائية. ولم يتم النظر في غير درجات الحرارة لأنه من الثابت جيداً في الكتابات الموضوعة كيف أنها تؤثر في الكيانات المدروسة ولأن اتجاهات درجات الحرارة أكثر تجانسا، على الصعيد العالمي، من العوامل المناخية الأخرى المتغيرة محلياً مثل التغيرات التي تطرأ على التهطال. ويجب على الدراسات المنتقاة أن تكون قد عالجت بيانات لا يقل تاريخها عن 10 سنوات وأكثر من 90% من تلك البيانات يعود تاريخه إلى أكثر من 20 عاماً.
وقد خفضت هذه المعايير الصارمة من عدد الدراسات المستخدمة في التحليل فأصبح عددها 44 دراسة تناولت حيوانات ونباتات وشملت ما يزيد على 600 نوع من الأنواع. ومن هذه الأنواع هناك حوالي 90% (أي ما يزيد على 550 نوعاً) تظهر عليها تغيرات عبر الزمن. ومن هذه الأنواع الخمسمائة والخمسين أو يزيد يظهر على حوالي 80% منها (أي أكثر من 450 نوعاً) تغير في اتجاه متوقع نظرا للفهم العلمي للآليات المعروفة التي تربط درجات الحرارة بكل سمة من سمات الأنواع. أما احتمال أن تظهر على أكثر من 450 من أصل الأنواع الخمسمائة والخمسين أو يزيد تغيرات في الاتجاهات المتوقعة بمحض صدف عشوائية فاحتمال ضئيل.
وقد شملت ست عشرة دراسة تناولت الأنهار الجليدية والجليد البحري ورقعة الغطاء الثلجي/ ذوبان الثلج أو الجليد الذي يغطي البحيرات أو المجاري المائية ما يزيد على 150 موقعاً. ومن بين هذه المواقع المائة والخمسين أو يزيد تظهر على 67% (100 موقع أو يزيد) تغيرات في السمات عبر الزمن. وتكشفت حوالي 99% من تلك المواقع المائة أو يزيد (99 موقعاً أو يزيد) عن اتجاهات في المنحى المتوقع نظراً للفهم العلمي للآليات المعروفة التي تربط درجات الحرارة بالعمليات الفيزيائية التي تحكم التغير الطارئ على تلك السمة. واحتمال أن تطهر المواقع التسعة والتسعون أو يزيد من أصل المواقع المائة أو يزيد تغيرات في الاتجاهات المتوقعة بمحض الصدفة فقط احتمال ضئيل. [الفقرات 5-2, 5-4, و 19-2]
تقارير أخرى في هذه المجموعة |