تغير المناخ 2001: الأساس العلمي

تقارير أخرى في هذه المجموعة

واو- إسقاطات مناخ الأرض في المستقبل

تستخدم أدوات نماذج المناخ مع سيناريوهات عوامل التأثير في المستقبل (أي غازات الدفيئة والهباء) كمدخلات لوضع مجموعة من التغييرات المناخية المقبلة المسقطة التي تبين الاحتمالات التي قد تكمن في المستقبل. ويوفر القسم واو-1 وصفا لسيناريوهات عوامل التأثير في المستقبل الواردة في التقرير الخاص الذي وضعته الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ عن سيناريوهات الانبعاثات (SRES) والتي وضعت على أساسها، حيثما يكون ممكنا، التغييرات الواردة في هذا القسم. ويقدم القسم واو-2 وحتى القسم واو- 9 إسقاطات التغيير في مناخ المستقبل الناجمة عن ذلك. وأخيرا يقدم القسم واو- 10 نتائج إسقاطات المستقبل استنادا إلى سيناريوهات مستقبل تثبت فيه تركيزات غازات الدفيئة.

واو- 1 التقرير الخاص عن سناريوهات الانبعاثات الذي وضعته الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (SRES)

بدأت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ عام 1996 في وضع مجموعة جديدة من سيناريوهات الانبعاثات وذلك لتحديث سيناريوهات IS92 المعروفة جيدا والاستعاضة بها عنها. ويرد وضع لهذه المجموعة الجديدة المعتمدة من السيناريوهات في التقرير الخاص عن سيناريوهات الانبعاثات الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ. وقد وضعت أربع خطوط سردية مختلفة لوصف العلاقات بين القوى الدافعة للانبعاثات وتطورها بصورة متسقة، وإضافة سياق لوضع التقدير الكمي للسيناريوهات. وتغطي مجوعة السيناريوهات الأربعين الناشئة عن هذه العملية (35 منها يحتوى على بيانات عن المجموعة الكاملة للغازات اللازمة لدفع نماذج المناخ) طائفة واسعة من القوى الدافعة الديموغرافية الاقتصادية والتكنولوجية الرئيسية لانبعاثات غازات الدفيئة والكبريت. ويمثل كل سيناريو تقديرا كميا نوعيا لواحد من الوقائع المتطورة الأربعة. وجميع السيناريوهات المستندة إلى نفس الوقائع تشكل "زمرة" من السيناريوهات (انظر الإطار 5 الذي يصف بإيجاز الخصائص الرئيسية لخطوط الوقائع الأربعة وزمرات السيناريوهات الواردة في التقرير الخاص عن سيناريوهات الانبعاثات). ولا تشمل سيناريوهات هذا التقرير المبادرات الأخرى المتعلقة بالمناخ والتي تعنى أنه لم تدرج أية سيناريوهات تفترض صراحة تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة الاطارية لتغير المناخ أو أهداف الانبعاثات الواردة في بروتوكول كيوتو. غير أن انبعاثات غازات الدفيئة تأثرت بصورة مباشرة بالسياسات التي لا تتعلق بتغير المناخ والتي صممت لتنفيذ طائفة واسعة من الأغراض (مثل نوعية الهواء). وعلاوة على ذلك، تستطيع السياسات الحكومية، بدرجات متفاوتة، أن تؤثر في دوافع انبعاثات غازات الدفيئة مثل التغيير الديموغرافي، والتطور الاقتصادي والاجتماعي والتغيير التكنولوجي واستخدام ا لموارد وإدارة التلوث. ويظهر هذا التأثير بصورة عامة في الوقائع المنظورة والسيناريوهات الناشئة عن ذلك.

الإطار 5: سيناريوهات الانبعاث في التقرير الخاص لسيناريوهات الانبعاث SRES

(A1). يصف الواقع المنظور A1 وعائلة السيناريوهات عالم المستقبل الذي يتسم بالنمو الاقتصادي السريع، وعدد سكان العالم الذي يصل إلى ذروته في منتصف القرن ثم يأخذ في التناقص بعد ذلك، والتطبيق السريع للتكنولوجيا الجديدة الأكثر كفاءة. وتتباين الموضوعات الأساسية الرئيسية فيما بين الأقاليم، فبناء القدرات وزيادة التفاعلات الثقافية والاجتماعية مع احداث خفض كبير في الفروق الإقليمية الخاصة بدخل الفرد. وتتطور زمرة السيناريوهات A1 إلى ثلاثة مجموعات تصنف اتجاهات بديلة للتغييرات في التكنولوجيات في نظام الطاقة. وتتسم المجموعات الثلاثة بتركيزها التكنولوجي: مصادر الطاقة ذات الكثافة الأحفورية A1FC وغير الأحفورية A1T أو توازي بين جميع المصادر A1B (حيث يفسر التوازن على أنه لا يعتمد بشدة على مصدر طاقة واحد معين على أساس الافتراض بأن معدل تحسين متما ث ل يطبق على جميع إمدادات الطاقة وتكنولوجيات الاستخدامات النهائية).

(A2) يصف الواقع المنظور A2 وزمرة السيناريوهات ذات الصلة عالم متنافر للغاية. والموضوع الأساسي الكامن هـو الاعتماد على الذات. وتتلاحم أنماط الخصوبة ببطء شديد عبر الأقاليم مما يؤدي إلى تزايد السكان بصورة مطردة. والتنمية الاقتصادية موجهة بالدرجة الأولى إقليميا كما أنها أكثر تفتتا من ناحية نصيب الفرد من النمو الاقتصادي والتغيير التكنولوجي وأكثر بطئا من خطوط الوقائع المنظورة الأخرى.

(B1) يصف الواقع المنظور وزمرة السيناريوهات عالم ملتحم يعيش فيه نفس أعداد السكان الذين يصلون الذروة في منتصف القرن ثم يأخذوا في التناقص بعد ذلك كما هو الحال في الواقع المنظور A1 وان كان مع تغيير سريع في الهياكل الاقتصادية نح و اقتصاد للخدمات والمعلومات مع انخفاض كثافة المواد، وتطبيق تكنولوجيات نظيفة تتسم بالكفاءة من حيث استخدام الموارد. ويكون التركيز على الحلول العالمية للاستدامة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية بما في ذلك تحسين العدالة دون أية مبادرات إضافية تتعلق بالمناخ.

(B2) الواقع المنظور وزمرة السيناريوهات في B2 تصف عالما يكون التركيز فيه على الحل ول المحلية للاستدامة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. انه عالم يتزايد فيه السكان باطراد بمعدل يقل عما في A2 ومستويات متوسطة من التنمية الاقتصادية وتغير تكنولوجي أقل سرعة وأكثر تنوعا مما في الوقائع المنظورة في A1 و B1 ومع أن السيناريو موجه أيضا نحو حماية البيئة والعدالة الاجتماعية فإنه يركز على المستويات المحلية والإقليمية.


الشكل 17: انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النتروز بشرية المنشأ وأكسيد الكبريت بالنسبة للسيناريوهات الست الواردة في التقرير الخاص A1B, SRES و A2, و B1, و B2, و A1FI و A1T. وللمقارنة يرد أيضا سيناريو عام 1992 (استنادا إلى التقرير الخاص المعنى بسيناريوهات الانبعاثات الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ).

ونظرا لأن التقرير الخاص المعنى بسيناريوهات الانبعاثات لم يعتمد حتى 15مارس/ آذار 2000، فقد كان الوقت متأخرا جدا أيضا لكي تدرج دوائر وضع النماذج السيناريوهات المعتمدة النهائية في نماذجها، وإتاحة النتائج في الوقت المناسب لإدراجها في تقرير التقييم الثالث هذا. غير أنه قدمت مشروعات السيناريوهات إلى واضعي نماذج المناخ في وقت مبكر لتيسير مساهمتها في تقرير التقييم الثالث وفقا للقرار الصادر عن هيئة مكتب الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في 1998. وفي ذلك الوقت، اختير أحد السيناريوهات الدليلية من كل مجموعة من السيناريوهات الأربع يستند بصورة مباشرة إلى الوقائع المنظورة (ألف 1 , باءوألف 2, وباء1, و باء2). واستند اختيار السيناريو الدليلي إلى التقديرات الكمية الأولية التي تعكس على أفضل وجه خط الموضوع والجوانب الخاصة بالنماذج النوعية. واحتمالات السيناريوهات الدليلية لا تختلف كثيرا عن أي من السيناريوهات الأخرى إلا أنها تعتبر توضيحا لخط موضوع معين. كما تم اختيار سيناربوهات في وقت لاحق لتوضيح المجموعتين الأخريين من السيناريوهات (ألف 1- واو 1 و A1T) ضمن المجموعة ألف 1, التي تستكشف على وجه الخصوص التطورات التكنولوجية البديلة مع الاحتفاظ بقوى الدفع الأخرى ثابتة. ومن هنا فإن هناك سيناريو توضيحي لكل مجموعة من مجموعات السيناريوهات الست، وجميعها يحظى بنفس القدر من الموضوعية. ونظرا لأن السيناريوهين التوضيحيين الأخيرين قد اختيرا في مرحلة متأخرة من العملية، فإن نتائج نموذج الدوران العام في الغلاف الجوي والمحيطات الواردة في هذا التقرير لا تستخدم سوى مشروعين من مشروعات السيناريوهات الدليلية الأربعة. وفي الوقت الحاضر، لم يستكمل سوى السيناريوهين ألف 2 و باء2 بواحد أو أكثر من الدوران العام في الغلاف الجوي والمحيطات. وقد عززت نتائج الدوران العام في الغلاف الجوي والمحيطات بالنتائج المستمدة من نماذج المناخ البسيطة التي تغطي جميع السيناريوهات التوضيحية الستة. كما تقدم سيناريوهات عام 1992 في عدد من الحالات لتوفير المقارنة المباشرة مع النتائج الواردة في تقرير التقييم الثاني.

وتختلف السيناريوهات الدليلية الأربعة النهائية الواردة في التقرير الخاص SRES اختلافا طفيفا عن مشروع السيناريوهات المستخدمة في تجارب AOGCM الواردة في هذا التقرير. وحتى يمكن التأكد من التأثيرات المحتملة للاختلافات في مشروعات السيناريوهات وتلك النهائية الواردة في SRES، درس كل مشروع من مشروعات السيناريوهات الأربعة والسيناريوهات الدليلية النهائية باستخدام نموذج مناخي بسيط. وكان التغيير في درجات الحرارة في ثلاث من السيناريوهات الدليلية الأربعة (A1B, A2, و B2) متماثلا بدرجة كبيرة. وكان الفارق الرئيسي في التغير في القيم المعيارية في الفترة 1990 إلى 2000 والمشترك في جميع السيناريوهات. وأسفر ذلك عن تأثير أعلن في وقت مبكر من الفترة. وثمة فروق صغيرة أخرى في التأثير الصافي إلا أنها تنخفض حتى تصبح الفروق في تغير درجات الحرارة بحلول عام 2100 في النسختين من هذه السيناريوهات في حدود 1 إلى 2%. غير أن التغيير في درجات الحرارة في السيناريو B1 أقل بدرجة كبيرة في النسخة النهائية مما يؤدي إلى فرق في تغير درجات الحرارة في 2100 يبلغ ما يقرب من 20% نتيجة للانخفاض العام في الانبعاثات في المجموعة الكاملة في غازات الدفيئة.

ويتضمن الشكل 17 الانبعاثات بشرية المنشأ لغازات الدفيئة الثلاثة الرئيسية وهي ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النتروز بالإضافة إلى انبعاثات ثاني أكسيد الكبريت بشرية المنشأ بالنسبة للسيناريوهات التوضيحية الستة الواردة في التقرير الخاص SRES ومن الواضح أن هذه السيناريوهات تشمل طائفة واسعة من الانبعاثات. كما ترد الانبعاثات الخاصة بتقرير عام 1992 (IS92a) للمقارنة. وتجدر الملاحظة بصورة خاصة الانخفاض الشديد في انبعاثات أكسيد الكبريت في سيناريوهات التقرير الخاص SRES الستة بالمقارنة بسيناريوهات تقرير 1992 وذلك نتيجة للتغيرات الهيكلية في نظام الطاقة فضلا عن الشواغل بشأن تلوث الهواء المحلي والإقليمي.



تقارير أخرى في هذه المجموعة