تذبذبات شمال الأطلسي هي النمط المهيمن على تقلبية دورة الغلاف الجوي في فصل الشتاء الشمالي، وتتزايد محاكاته بصورة واقعية. وترتبط تذبذبات شمالي الأطلسي ارتباطا وثيقا بتذبذبات منطقة القطب الشمالي التي لها عنصر سنوي إضافي آخر حول القطب الشمالي. وتوجد شواهد قوية على أن هذه التذبذبات تنشأ أساسا من عمليات الغلاف الجوي الداخلية التي تشمل نظام ا لتروبوسفير والستراتوسفير بأكمله. وترتبط التقلبات في درجات حرارة سطح المحيط الأطلسي بقوة تذبذبات شمال الأطلسي، وثمة تفاعل متواضع متبادل بين هذه التذبذبات والمحيط الأطلسي مؤديا إلى تقلبية في العقد الواحد، أخذ يظهر باعتباره عنصرا مهما في إسقاطات تغير المناخ.
قد يظهر تغير المناخ في شكل وسيلة تحول، أو تغير في أفضلية نظم مناخية نوعية على الندو المشاهد من الاتجاه المرصود نحو القيم الموجبة خلال السنوات الثلاثين الأخيرة في دليل تذبذبات شمال الأطلسي ؤ"تحول " المناخ في المناطق المدارية من المحيط الهادئ نحو عام 1976. وفي حين أن النماذج المترابطة تحاكي جوانب تقلبية المناخ الطبيعي المرصودة مثل تذبذبات شمال الأطلسي، والتذبذبات الجنوبية ذات الصلة بظاهرة النينيو مما يشير إلى أن الكثير من العمليات ذات الصلة مدرجة في النماذج، يتعين تحقيق المزيد من التقدم في رصد هذه الطرق الطبيعية بدقة. وعلاوة على ذلك، فإنه نظرا لأن تذبذبات شمال الأطلسي والتذبذبات الجنوبية ذات الصلة بظاهرة النينيو من العناصر المحددة الرئيسية لتغير المناخ الإقليمي ويمكن أن تسفر عن تغييرات مفاجئة وغير متوقعة، حدثت زيادة في عدم اليقين بالنسبة لتلك الجوانب من تغير المناخ التي تعتمد بصورة أساسية على التغيرات الإقليمية.
تتوافر احتمالات لحدوث تغييرات سريعة غير رجعية في النظام المناخي، إلا أن
هناك درجة كبيرة من عدم اليقين عن الآليات المشاركة في ذلك ومن ثم عن احتمال
هذه التحويلات أو مداها الزمني. فالنظام المناخي يشتمل على الكثير من العمليات
والتغذيات المرتدة التي تتفاعل بطرق معقدة غير خطية. ويمكن أن يؤدي هذا التفاعل
إلى ظهور عتبات (أو حدود دنيا) في النظام المناخي والتي يمكن عبورها إذا ما تعرض
النظام لقلق كاف. وثمة شواهد على عينات الجليد القطبي تشير إلى أن نظم الغلاف
الجوي يمكن أن تتغير في غضون بضعة أعوام، وأن التغييرات في الكرة الأرضية بأكملها
يمكن أن تحدث بسرعة تصل إلى بضعة عقود. فعلى سبيل المثال، احتمال وجود عتبة للتحول
السريع لدوران المحيط الأطلسي إلى حالة من الانهيار، قد أظهر من خلال مجموعة
هرمية من النماذج- غير أنه ليس من الواضح بعد ما هي هذه العتبة ومدى احتمال أن
يؤدي النشاط البشري إلى تجاوزها (انظر القسم زاي-
6). ويمكن أن يتصف دوران الغلاف الجوي بمختلف الأنماط المستخلصة مثل الناشئة
عن التذبذبات الجنوبية ذات الصلة بظاهرة النينيو وتذبذبات شمالي الأطلسي، وتذبذبات
القطب الشمالي، والتغييرات في مرحلتهم يمكن أن يتم بسرعة- وتشير النظرية الأساسية
والنماذج إلى أن تغير المناخ يمكن الإعراب عنه في أول الأمر بالتغييرات في وتيرة
حدوث هذه الأنماط. فالتغيرات في الغطاء النباتي، سواء من خلال إزالة الغابات
مباشرة بفعل الأنشطة البشرية أو تلك الناجمة عن احترار العالم، قد تحدث بسرعة
وتستحث تغييرا آخر في المناخ. ومن المفترض أن تكوين الصحراء الكبرى بسرعة قبل
نحو 5500 سنة، يشكل مثالا على هذه التغييرات غير المستقيمة في الغطاء الأرضي.
ونماذج الدوران العامة للغلاف الجوي والمحيطات ذات التحليل غير المصقول تحاكي جوانب الدوران العامة للغلاف الجوي بصورة عامة تماما. أما على النطاق الإقليمي، فإن النموذج يبين تحيزات في متوسطات المساحات تتباين بدرجة كبيرة في النماذج من إقليم لإقليم وفيما بين النماذج مع تحديد المساحة القارية متوسطات التحيزات في درجات الحرارة الموسمية 4 س وتحيزات التهطال- 40 و+ 80%. وتمثل هذه تحسنا هاما بالمقارنة بنماذج الدوران التي قيمت في تقرير التقييم الثاني.
ويبين وضع نماذج الدوران العامة في الغلاف الجوي عالي التحليل ومتغير التحليل منذ تقرير التقييم الثاني أن الدينامية والتدفقات واسعة النطاق في النماذج تتحسن مع زيادة التحليل. غير أن الأخطاء النظامية تفاقمت في بعض الحالات بالمقارنة بنماذج التحليل غير المصقول على الرغم من أنه لم يتم توثيق سوى عدد قليل جدا من النتائج.
وقد اكتملت نماذج المناخ الإقليمي منذ تقرير التقييم الثاني. وتحسنت النماذج الإقليمية باستمرار من التفاصيل المكانية المتعلقة بالمناخ المحاكي بالمقارنة بنماذج الدوران العامة في الغلاف الجوي. وأظهرت نماذج المناخ الإقليمي المدفوعة بالظروف الحدودية المرصودة تحيزات في درجات الحرارة المتوسطة بحسب المساحة (النطاقات الإقليمية 10 إلى 10 كيلومتر مربع) أقل عموما من 2° س في حين أن تحيزات التهطال كانت تحت 50%. وتشير أعمال وضع التفاصيل على أساس إقليمي، على نطاقات منقحة، أن التغييرات يمكن أن تختلف اختلافا كبيرا في الضخامة أو العلامة عن النتائج الكبيرة لمتوسط المساحة. وتتوافر امتدادات كبيرة نسبيا بين النماذج، على الرغم من أن عزو سبب هذه الاختلافات غير واضح.
تقارير أخرى في هذه المجموعة |