تغير المناخ 2001: التقرير التجميعي

تقاريرخرى في هذه المجموعة
6-13
ويعد التكيف استراتيجية ضرورية  على جميع النطاقات من أجل  تكميل الجهود الرامية إلى التخفيف من تغير المناخ. ويمكن لهذه الجهود معا أن تسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

 
6-14
ويمكن للتكيف أن يكمل التخفيف في استراتيجية تتسم بفعالية التكلفة من أجل تقليل مخاطر تغير المناخ. وخفـض انبعاثات غازات الدفيئة، بل وتثبيت تركيزاتها في الغلاف الجوي عند مستوى منخفض، لن يمنع تماما من حدوث تغير المناخ أو ارتفاع مستوى سطح البحر كما أنه لن يحول تماما دون وقوع التأثيرات الناجمة عنها. وسوف يحدث كثير من التكيف التفاعلي استجابة لتغير المناخ وارتفاع مستوى سطح البحر، وبدأ بعض هذا  التكيف في الظهور بالفعل.   وبالإضافة إلى ذلك،  فإن وضع استراتيجيات تكيف مخططة للتصدي للمخاطر والاستفادة من الفرص يمكن أن يكمل إجراءات التخفيف الرامية إلى تقليل تأثيرات تغير المناخ.  ومع ذلك، فإن التكيف ينطوي على تكاليف ولا يمكنه أن يحول دون وقوع جميع الأضرار.  وتنفيذ التكيف مقترنا بالتخفيف  يمكن أن يكون نهجا لتخفيض تأثيرات تغير المناخ على نحو يتسم بقدر أكبر من فعالية التكلفة مما لو تم تطبيقه  بمفرده. وقد تم في السؤال 3 تقييم ما ينطوي عليه التكيف من إمكانية للتقليل بشدة من كثير من التأثيرات الضارة لتغير المناخ.  ونظرا لوجود نطاقات متداخلة للزيادات العالمية في درجة الحرارة المقترنة بمختلف مستويات التثبيت (أنظر الشكل 6-1-ج), فإن كثيرا من خيارات التكيف ستكون ملائمة لمجموعة من مستويات التثبيت.  وسيضيق تحسين المعرفة من أوجه عدم اليقين المقترنة بمستويات تثبيت معينة وتحديد استراتيجيات التكيف الملائمة.

6-15
ويمكن تقليل تكاليف وتحديات التكيف عن طريق تخفيف تغير المناخ.  وسوف تقلل تخفيضات انبعاثات غازات الدفيئة من حجم ومعدل التغيرات التي ينبغي التكيف معها، ومن الممكن أن يشمل تغيرات في تواتر وشدة الظواهر المتطرفة.  ومن شأن التغيرات الأقل التي  تطرأ على النظم وتباطؤ سرعة حدوث الزيادات في الاجهادات أن تسمح بمزيد من الوقت للتكيف وتقليل درجة تعديل الممارسات الراهنة للتعامل مع تقلبية المناخ وظواهره المتطرفة (أنظر السؤال 3).   ولذلك  فإن الجهود الأعنف الرامية إلى التخفيف سوف تقلل من تكاليف التكيف لبلوغ مستوى محدد من الفعالية.

6-16
ويمكن لإجراءات التخفيف والتكيف، إذا صُممت بطريقة ملائمة، أن تنهض بأهداف التنمية المستدامة. وكما جاء في السؤال 3, فإن الأخطار المقترنة بتغير المناخ تنطوي على إمكانية  تقويض التقدم نحو التنمية المستدامة (مثل الأضرار الناجمة عن الظواهر المناخية ونقص المياه وتدهور جودة المياه والخلل في إمدادات الغذاء والجوع وتدهور الأراضي وضعف صحة الإنسان).وبتقليل هذه المخاطر، يمكن لسياسات التكيـف مع تغير المناخ والتخفيف من حدته أن تحسن من مستقبل التنمية المستدامـة.12

6-17
ومن المقدر أن ينطوي تأثير تغير المناخ على تأثيرات مختلفة داخل البلدان وفيما بينها.  ويثير التحدي المتمثل في معالجة تغير المناخ قضية هامة من قضايا الإنصاف.  ويمكن للضغوط الناجمة عن تغير المناخ أن تفاقم من جوانب عدم الإنصاف  بين البلدان المتقدمة والبلدان النامية.  وتقليل هذه الضغوط من خلال التخفيف وتعزيز القدرة على التكيف  يمكن أن يقلل من  جوانب عدم الإنصاف.  ويعد السكان في البلدان النامية، ولاسيما أشدهم فقرا، أسرع تأثرا بتغير المناخ من السكان في البلدان المتقدمة (أنظر السؤال 3). وتخفيض معدل الاحترار  والارتفاع في مستوى سطح البحر وزيادة القدرة على التكيف مع تغير المناخ سيفيد جميع البلدان، ولاسيما البلدان النامية.

6-18
ويمكن تعزيز الإنصاف  بين الأجيال عن طريق تقليل تغير المناخ وإبطائه. فالانبعاثات التي يطلقها الجيل الحالي ستؤثر على كثير من أجيال المستقبل بسبب القصور الذاتي في نظام الغلاف الجوي-المحيطات-المناخ وما تتعرض له البيئة من تأثيرات معمرة ناجمة عن تغير المناخ ولا يمكن التخلص منها في بعض الأحيان.  ومن المتوقع  لأجيال المستقبل بصفة عامة أن يكونوا على قدر من الثراء  والتعلم والاطلاع والتقدم التكنولوجي أكبر مما عليه الجيل الحالي ومن ثم  أقدر على التكيف من نواح كثيرة.  ولكن التغيرات التي ستحدث في العقود القادمة  ستتراكم  وقد يبلغ بعضها حجما يشكل امتحانا قاسيا لقدرة كثير من المجتمعات على التعامل معها.  وبالنسبة للتأثيرات التي لا يمكن التخلص منها، مثل انقراض الأنواع الأحيائية أو الخسائر في النظم الايكولوجية الفريدة، لا توجد تدابير للتكيف يمكنها معالجة هذه الخسائر علاجا شافيا.  وتخفيف حدة تغير المناخ سيقلل من المخاطر التي ستتعرض لها أجيال المستقبل من جراء الإجراءات التي يتخذها الجيل الحالي.


تقارير أخرى في هذه المجموعة